الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
أنماط استخدام شبكات التواصل الاجتماعى

أنماط استخدام شبكات التواصل الاجتماعى

بالرغم من أن الغرض الرئيسى والأولى لشبكات التواصل الاجتماعى هو «التواصل بين الأصدقاء»، إلا أن تلك الشبكات وبعد انتشارها وتغلغلها ومرور كل تلك السنوات لا نستطيع أن نقول إن الجميع يستخدمها بنفس الأسلوب ولا لنفس الهدف، وهذه الاختلافات تجعلنا نميل إلى الشخصية الرقمية Digital persona لصديق وننفر أو لا نعجب بها لصديق آخر، وهذه الشخصية الرقمية تم رصدها فى العديد من الدراسات والمقالات ووجد أنها يمكن أن تنحصر فيما يلى:



1- شخصية الديك: ويأتى اسمها للتطابق مع ما يفعله الديك من صياح عندما تصطدم أول أشعة للضوء بعينيه فى الصباح، حيث يحاول إيقاظ أصدقائه بمنشورات صباحية إيجابية، بعضها تحفيزية وبعضها دينية قد تحمل أدعية أو آيات قرآنية، وتكلل يوم الجمعة بالعبارة السرمدية « جمعة مباركة».

2-المراقب الصامت: هذا المستخدم يتابع كل ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعى ولكنه لا يشارك ولا يعلق ولا ينشر أو يعيد نشر أى شيء على الإطلاق وفى الغالب لم يقم يتغيير صورة المستخدم منذ سنوات وربما منذ قام بعمل هذا الحاسب حتى تظن أن حسابه مهجور ولكنك تتفاجأ حين تقابله أنه يتحدث عن منشوراتك وتفاعلاتك بدقة وذاكرة حديدية حتى أنه يتذكر ما قد تكون قد نسيته أنت شخصيًا.

3- التافه: هذا الشخص لا ينشر أى شيء ذى قيمة، مجرد مجموعة من الكوميكس التافهة والسخيفة والتى قلما تجد وراءها أى مغزى أو فلسفة كما أن تفاعلاته تكون كلها «ضحك» فقط،هو ينظر إلى شبكات التواصل الاجتماعى كأنها حجرة معبأة بالدخان الأزرق تبعث على الضحك بسبب وبغير سبب فى أغلب الأحيان.

4-المشهور: فى الغالب تكون قائمة الأصدقاء لديه ممتلئة حتى حدها الأقصى-5000 صديق- حيث إنه يضيف من يعرفهم ومن لا يعرفهم، لا يهمه من هم ولكن كل اهتمامه بأن يحصد أكبر عدد ممكن من الأصدقاء ومن علامات الإعجاب على ما يقوم بنشره، إنه يشعر بأهميته الزائفة وبنجوميته الكاذبة ويعيش تحت هذا التصور الخاطئ طوال الوقت وهو ما يخالف الواقع الحقيقى تمامًا ولذلك فإنه يهرب من الواقع ويستمر فى الهروب إلى العالم الافتراضى ليشعر كم هو مشهور ومهم.

5- اللعيب: هذا الشخص لا يهتم بشبكات التواصل الاجتماعى ولا بتفاعلاتها المختلفة، كل ما يهتم به هو الألعاب الالكترونية الموجودة، إنه ينظر إلى شبكات التواصل الاجتماعى كأنها لعبة كبيرة.

6- المراسل الصحفى: يقوم دائمًا بنقل الأخبار من مصادرها الأصلية وإعادة نشرها على صفحته كما أنه يقوم أحيانًا بالترويج - بقصد أو بدون قصد- للشائعات والأخبارغير الصحيحة بغية الحصول على سبق ورغبة فى أن يقوم الآخرون بالنقل عنه.

والحقيقة أن الأنماط السابقة ليست هى الوحيدة كما ان بعض المستخدمين قد يكون مكونًا من عدد من تلك الأنماط بصورة مجتمعة، هذا بالإضافة إلى وجود أنماط أخرى منها المتدين أو مدعى الإيمان، المثقف أو مدعى الثقافة، العميق أو مدعى العمق، المهم أو مدعى الأهمية، صاحب الاتجاه السياسى الواضح أو اللاعب على كل الحبال، المتفائل أو المتشائم أو الراغب فى جذب الانتباه أو صرفه، الرومانسى أو الواقعى وغيرهم الكثير، وفى جميع الأحوال فإن الواقع يختلف كثيرًا عن كل تلك الصور الذهنية التى يحاول المستخدمون بقصد أو بدون قصد إظهارها وترسيخها فى وجدان المتابعين.