الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصحف سيدنا عثمان

مصحف سيدنا عثمان

الذكريات الطيبة فى شهر رمضان المبارك تظل ساكنة فى القلوب والوجدان.. الحالة الإيمانية التى عشناها فى أول ليلة من هذا الشهر خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى أكبر الصروح الإسلامية “مركز  مصر  الثقافى الإسلامى” بالعاصمة الإدارية، هذا المكان يتسع  لـ55 ألف مصلٍ، ويتسع المسجد نفسه 12 ألف مصلٍ، والساحة الشمالية والسفلية تسع 61 ألف مصلٍ، بالإضافة إلى ألفى مصلٍ داخل المسجد الثقافى الإسلامى، بإجمالى 130 ألف مصلٍ للمسجد بالكامل فى سابقة لم تحدث من قبل  على أرض مصر فى عصر من العصور. 



أما «دار القرآن»، وهى عبارة عن 6800 متر مسطح، مقسمة إلى 30 ديوانًا، كل ديوان خاص بجزء من القرآن الكريم، من خلال متابعتى لهذا الصرح الذى يعتبر قبلة  لمن يريد مشاهدة عظمة المصريين فى العصر الحديث وبجهود أبناء الشركات الوطنية التى قامت بإتمام هذا المشروع على أكمل وجه ..  كتابة المصحف الشريف بكل آياته وصفحاته وأجزائه داخل هذه  الدار تحفة فنية حفرت بأيدى المصريين وقد زاد الدار بركة عندما وضع  مصحف سيدنا  عثمان - رضى الله عنه - فى هذا المكان ،والمصحف عبارة عن 1087 صفحة، وهو أكبر مصحف لسيدنا عثمان، وله ذكريات عشتها شخصيًا ، عندما تشرفت بتقبيله، وتفقدت صفحاته عن قرب فى عام ٢٠٠٦بعد نقله من مسجد الإمام الحسين بن على رضى الله عنه، وإيداعه مكتبة المخطوطات المركزية بالسيدة زينب، لتصويره وإعادة ترميم بعض أجزائه الشريفة. 

دخلت إلى الخزينة الخاصة لهذه المكتبة فى عهد الوزير الراحل محمود حمدى زقزوق، وانفردت بعمل تحقيق مطول عن محتويات الكتب النادرة داخل هذه الخزينة التى لم يدخلها كثير من الناس ، رأيت  مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه، وشاهدت مجموعة من الكتب النادرة المكتوبة بخط اليد فى شتى العلوم الإنسانية والعلمية والروحية.. هذا الانفراد أثنى عليه المغفور له الراحل  الأستاذ عبد الله كمال رحمة الله عليه.

خزائن مصر ومكتباتها العتيقة عامرة بأقدم الكتب الإسلامية والتراثية فى العالم، وبها  مجموعة من أزخر الكتب والمخطوطات التى جُمعت من المساجد القديمة والأضرحة وبعض المكتبات الخاصة  لمفكرين مصريين. 

مصحف سيدنا عثمان يعتبر واحدًا من أقدم  المصاحف على وجه الأرض،  ويصل وزنه إلى 80 كيلو جرامًا، وكتب على رقع من جلد الغزال، ويعتبر أول توثيق للمصحف قام به السلطان قنصوة الغورى عندما وضع له حافظة من الذهب الخالص مدون عليها أن المصحف تم تجديده بعد مضى 874 سنة من كتابته إلا أن الحافظة صنعت عام 909 هجرية.

ولمصحف سيدنا  عثمان قصص وحكايات كثيرة تشير إلى بركته، ومنها من يقول: إن مَن يضع يده عليه ويدعو بأى شىء يستجيب الله لدعائه فى الحال، حتى إن أصحاب الحاجات قديمًا كانوا يدفعون أموالًا كثيرة لكى يضعوا أيديهم مباشرة على هذا  المصحف الضخم والدعاء بقضاء الحاجات. 

يحسب للقيادة السياسية أن قامت ببناء هذا الصرح الثقافى الإسلامى الذى لا نظير له فى العالم، وتشكر هذه الجهود بالاهتمام والعناية بكتاب الله عز وجل. 

بنظرة سريعة على عمليات إعمار المساجد الكبرى فى مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة فى اعتقادى أنها لم تحدث منذ سنوات طويلة وأدعو الجميع إلى المرور على مساجد آل البيت فى القاهرة والمساجد الكبرى كلها طالها التجديد والإحلال، بل تم بناء صرح كبير عند مرورى الأسبوع الماضى فى شارع الأشراف حيث تم بناء  مسجد السيدة رُقية وهو غاية فى الفخامة، ورأيت عمليات التطوير المستمرة للمسجد الزينبى ليلحق بالتجديدات التى طالت مسجد الإمام الحسين والسيدة فاطمة النبوية والسيدة نفيسة رضى الله عنهم وأرضاهم جميعًا. 

مصر تظل قبلة العلم والعلماء بأزهرها الشريف، وعلمائها الأجلاء  ومساجدها العتيقة التابعة لوزارة الأوقاف ، وشعبها الطيب الكريم.  تحيا مصر.