الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 «CHATGPT4» التطور أسرع من اللازم

«CHATGPT4» التطور أسرع من اللازم

بعد أقل من أربعة أشهر على إصدار تطبيق الذكاء الاصطناعى المعروف بـ “ChatGPT3” وتحديدا فى الرابع عشر من مارس لهذا العام، أصدرت الشركة المنتجة للتطبيق ““OpenAI النسخة الجديدة باسم ChatGpt”4” والتى تمتاز بقدرتها على معالجة اللغات المختلفة بكفاءة أكبر وهو الفرق الذى لاحظه الجميع عند تجربة التطبيق فى نستخته الانجليزية مقارنة باللغات الأخرى، كما ان التطبيق الجديد اصبح قادرا على معالجة الأسئلة الاطول- 8 مرات- من تلك الأسئلة التى كان يستطيع التطبيق السابق معالجتها، بالإضافة إلى قدرتها على معالجة الصور وهى خاصية لم تكن موجودة من قبل، فالتطبيق السابق كان كثيرا ما يذكر سائلوه بأنه تطبيق نصى غير قادر على معالجة أى شكل من أشكال المدخلات الا المدخلات النصية فقط، كما ان الإجابات الصادرة عنه أكثر اختصارا وأكثر تحديدا ودقة، ليس هذا فقط بل يتمتع التطبيق الجديد بدرجة خصوصية وسرية أكبر خاصة بعد تواتر الأخبار عن ثغرات فى النسخة السابقة اتاحت لبعض المستخدمين الاطلاع على إجابات وأسئلة الآخرين، وبصفة عامة فإن مقارنة النتائج فى كلا التطبيقين توضح كيف أن النسخة الأخيرة أكثر دقة وأكثر اقترابا من الذكاء المنشود.



وفى جميع الأحوال فإن الجدل حول الاستخدام والتحيز والمحتوى المتاح ومستقبل البشرية فى ظل هذه التطبيقات ما زال دائرًا ولا يبدو أنه سينتهى، الخطورة لا تأتى فقط من التطبيق بل تأتى أيضًا من التسارع الشديد فى التطوير والتحسين لتلك النسخ، فالدراسات والتوقعات حول النسخة الثالثة وما تمت كتابته من مقالات ودراسات سيتوقف تقريبًا نظرًا للتحديثات التى اتت فى النسخة الرابعة بعد أشهر قليلة، والحقيقة أن عالم الذكاء الاصطناعى يتطور بسرعة كبيرة جدا، ربما أكثر من قدرة الإنسان والمراكز البحثية على المتابعة والدراسة والتوقع، اتخيل كاتب قد بدأ فى إعداد كتاب أو دراسة عن “chatGPT3” وقبل أن ينتهى منها تمهيدا لإرسالها إلى الجامعة أو إلى إحدى دور النشر إلا ويجد أن ما قد قام به من بحث قد أصبح قديمًا لن يلتفت إليه أحد وهو ما يحتم على دورة البحث والدراسة والنشر أن تتطور لتواكب تلك السرعة غير المسبوقة، وربما تصل بنا الحال إلى الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعى للقيام بإعداد الدراسات حول التطورات المتلاحقة وهو ما قد يخدم الفكرة ويحول الإنسان إلى متلقى سلبى غير قادر على مواكبة التطورات أو الإدلاء برأيه البشرى فى أى منها.