العملات المشفرة فوق أمريكا
على غرار الكتاب الشهير «ضباب أحمر فوق أمريكا» لوليم جاى كارو الذى يتحدث فيه عن بعض المؤسسات والجمعيات السرية التى تسيطر على الولايات المتحدة الأمريكية وتمد سيطرتها إلى الخارج أيضا وهو ما يعتبر أكبر إيمان واعتقاد فى نظريات المؤامرة فإن خطرا جديدا يهدد أمريكا والعالم بأسره وهو خطر العملات المشفرة والأصول الافتراضية والتى تتذبذب قيمتها بصورة مرعبة وتجتذب الكثير من المستثمرين والأشخاص العاديين أيضا من الساعين خلف تحقيق مكاسب سريعة وطائلة بدون أى مجهود على الاطلاق حيث أعلنت السلطات الأمريكية الاثنين أنّها رفعت دعوى ضدّ «باينانس»، أكبر منصّة فى العالم لتداول العملات المشفّرة، وذلك بعض فضيحة منصّة تداول العملات المشفّرة «إف تى إكس» التى اوقف مؤسسها فى ديسبمر الماضى ومن المتوقع أن يمثل أمام المحاكم الجنائية الأمريكية قريبا.
هذا الخطر وهذه التوقيفات تأتى ليس لغياب القوانين والقواعد التنظيمية مثلما هو الحال فى اغلب دول العالم بل لأن ممارسات تلك الشركات تلتف حول القوانين والقواعد الحالية بغية تحقيق ارباح كبيرة لتلك الشركات وهو ما يمثل فى نفس الوقت خسائر كبيرة للمتعاملين مع هذا النوع من الاستثمارات.
والحقيقة أن خطورة هذا الأمر لا تطال الولايات المتحدة الأمريكية فقط، فالاقتصاد الرقمى الحالى عابرا للحدود والقيود وهو ما يجعل أى متعامل مع تلك الأساليب من الاستثمارات فى خطر كبير وليس أدل على ذلك من القضية التى أثيرت فى مصر منذ عدة اسابيع عن الشركة التى كانت تقوم بتعدين العملات المشفرة وهو ما اسفر عن خسائر كبيرة لعدد كبير من المشتركين، تلك الأمور تجعل الفكر الذى تنتهجه بعض البنوك المركزية من الاحجام عن الدخول فى هذه المنطقة من الأعمال المالية أقرب إلى الصحة والسلامة أيضا خاصة لأنه كما يعلم المتخصصون بأن تلك العملات ليست مخزنا للقيمة المعقولة المبررة كما هو الحال مع العملات التقليدية بل إن الأمر قد خرج تماما من هذا المفهوم وانتقل إلى عالم المضاربات بصورة كاملة مما يحول هذا الجانب من جوانب المعاملات والاستثمارات الاقتصادية إلى مجرد لعبة تعتمد على عوامل غير منطقية وغير متوقعة بشكل مخيف وهو ما يستوجب على جميع المؤسسات المالية حول العالم إلى اطلاق حملات توعية بطبيعة تلك الممارسات وخطورتها وأساليب الحماية أيضا.
