الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
روزاليوسف وزكى طليمات وخناقة فى القطار!

روزاليوسف وزكى طليمات وخناقة فى القطار!

قبل حصول السيدة روزاليوسف على رخصة تحويل المجلة من أدبية إلى سياسية، كان زكى طليمات فى أوروبا لدراسة المسرح فى بعثة وزارة الأوقاف ولم ينس قبل سفره أن يوصى روزاليوسف بالاهتمام بنشر مقالات وموضوعات الأدب العالى والتحليق فى جو الفلسفة.



وتمضى روزاليوسف قائلة: وسافرت إلى باريس لرؤية زوجى «زكى طليمات» واستقبلنى فى مارسيليا ليحمل على كتفه ابنته «ميمى» وبدأت المشاحنة بينى وبينه فى القطار بخصوص اشتغالى بالسياسة، فلم أجد بدا من دفع هجومه وصرفه عن الموضوع بهجوم كبير من جانبى وتذكرت المثل المعروف «خدوهم بالسوط ليرعبوكم»، وبدأت المعركة بانتقاد طريقته فى تسوية أظافره، وفى اختيار لون ملابسه فلم نصل بالقطار إلى باريس إلا وكان بسلامته قد رفع الراية البيضاء!!

وحرصت روزاليوسف أن تكتب إلى القراء مقالا مهما توضح فيه سر غيابها عن المجلة وسفرها إلى باريس وكان عنوان المقال «إلى الملتقى» وقالت فيه:

سوف تنقضى بضعة أشهر قبل أن أعود إلى مصر وإلى التحدث إلى جمهور قرائى، أجلس الآن لأكتب وقد ازدحم رأسى بالأفكار والخواطر أريد أن أسطرها جميعها وأشفق أن تفلت منى واحدة منها، أريد أن أكتب عن كل شىء، ولكننى أخشى إذا ما انتهيت من كتابة المقال أن أكون قد كتبت لا شىء!!

أذكر الأيام الأولى بعد أن أصدرت هذه الصحيفة، أذكر أيام القلق وليالى الأرق وما كان يصلنى من أقوال الحساد والشامتين وتهكماتهم وتنبؤاتهم السوداء، أذكر الجهاد الطويل العنيف الذى جاهدناه والعراقيل والصعاب التى اجتزناها والخسائر التى تكبدناها، والتجارب القاسية التى كان ولا بد من تحملها، أذكر ذلك فينقبض قلبى لحظة، ثم أذكر رسائل التشجيع والتأييد التى كانت تصلنى من فضلاء القوم وأدبائهم، كبارهم وصغارهم وخاصة من الطلبة الأعزاء فأبتسم!

نعم، أبتسم فخرا والحمد لله، فقد حققت آمالهم وكنت عند حسن ظنهم، فلم ترجع «روزاليوسف» يوما وأحدا إلى الوراء، بل سارت دائما إلى الأمام وسوف تسير أبدا إلى الأمام، حاولنا دائما أن نسير صراحة وفى وضح النهار، وأن نكشف عن العيب أينما وجدناه ونقول للمخطئ أخطأت وأن نشيد كذلك بذكر الحسنة أينما وجدناها!

و تعترف روزاليوسف للقراء بقولها:

ولكن كان  لا بد من زلة القدم أحيانا وكان لا بد من الوقوع فى الخطأ أحيانا، ولكننا لم نحجم يوما عن الاعتراف بالخطأ ولم تأخذنا العزة بالإثم فننكر على صاحب الحق حقه أو نأبى الاعتذار لمن تعدينا عليه بغير حق وشفيعنا فى كل ذلك «حسن النية».

وكنا فى حملتنا وفى اعتذارنا مسيرين دائمًا بالرغبة الصادقة فى أداء الواجب مهما كان أداؤه عسيرًا ومهما كان طعمه مُرًا!

ولكن لعل أشد ما لقينا منه العناء والنصب هو العمل على إرضاء الجمهور فى غير تبذل، وتغذيته لا بما يرضيه فحسب، ولكن بما يرضى أيضًا الذوق السليم، لم نجر أبدًا وراء الجمهور ولم نسايره فى كل الأحوال، ولكننا لم نصدمه ولم نعرض عن رغباته بل كنا نضع انتقاداته موضع النظر ونفحص اقتراحاته بالعناية الواجبة وكانت النتيجة ما ترون!

هاكم صحيفتى بين أيديكم لا أقول عنها إنها بلغت الكمال، ولكنى أقول بكل تواضع إنها برهان ناطق بالجهود التى بذلناها فى سبيل تحسينها وتنسيق أبوابها حتى يجد فيها كل قارئ طلبته!

ولم تنس السيدة «روزاليوسف» أن تخصص غلاف العدد رقم 37 الصادر فى 14 يولية سنة 1926 لنشر صورتها وكتبت تحتها هذه الكلمات: السيدة «روزاليوسف»: فى يوم السبت الماضى سافرت السيدة «روزاليوسف» إلى فرنسا لملاقاة زوجها وزيارة أهم المسارح». وللذكريات بقية!