الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العاشر من رمضان.. دُرّة انتصارات شهر القرآن

أذن الله أن يظفر المسلمون بالانتصارات فى شهر القرآن، فما من معركة دارت رحاها فى رمضان إلا وتحقق فيها النصر للمسلمين بسبب إخلاص الرجال وتفانيهم وقربهم من الله تعالى.



المتأمل فى أحداث شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامى سيجد أمورًا عجيبة، هذه الأمور ليست مصادفة، وكل شىء عند الله عز وجل بمقدار، سيجد أن المسلمين ينتقلون كثيرًا من مرحلة إلى مرحلة أخرى، من ضعف إلى قوة، ومن ذلٍّ إلى عزَّة، لذا نرصد لكم فى السطور التالية، قصص النصر المبين للمسلمين فى شهر رمضان.

غزوة بدر

فى السابع عشر من شهر رمضان فى السنة الثانية للهجرة، وقعت غزوة بدر الكبرى، التى أطلق عليها القرآن الكريم «يوم الفرقان»، وهى أولى المعارك المهمة فى التاريخ الإسلامي، حيث كان عدد المسلمين فيها 313 رجلًا، وعدد المشركين 950 رجلًا، ووقع أول لقاء مسلح بين الرسول والمشركين فى بدر، وفيها انتصر المؤمنون على المشركين، لتبقى أول ملحمة وانتصار تاريخى فى سجل الدولة الإسلامية.

كانت غزوة بدر رفعة للإسلام وأهله وركيزة من ركائز انطلاق دعوة الإسلام، ولا مبالغة إن قلنا إن غزوة بدر أعطت شهادة الميلاد الحقيقى لدولة الإسلام بقيادة الرسول الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام.

فتح مكة 

بعد أن غدرت قريش ونكثت العهد الذى أبرمته فى صلح الحديبية بمساعدتها قبيلة بكر على قبيلة خزاعة حليفــة المسلمين كان لا بــد من نجــدة خزاعة وإذلال الشــرك والمشـركين فى العام الذى سُمِّى بعام الفتح.

وفى العشرين من شهر رمضان بالعام الثامن من الهجرة (الموافق 10 يناير 630م)، استطاع المسلمون فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية.

جَهَّزَ الرسولُ محمد –صلى الله عليه وسلم- جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال، منتصراً ومطهراً لبيت الله الحرام من الأوثان، ورفع بلال من فوق الكعبة نداء الحق: الله أكبر الله أكبر،  وعندما نزل الرسولُ بمكة واطمأن الناسُ، جاءَ الكعبة فطاف بها، وجعل يطعنُ الأصنامَ التى كانت حولها بقوس كان معه، ويقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا».

فتح الأندلس

لم يمر قرن على الهجرة إلا وكان الإسلام قد وصل إلى الصين شرقا، وإلى المحيط الأطلنطى غربا، وفى 28 رمضان عام 92 هجرية كانت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير تقرع أبواب أوروبا عن طريق الأندلس (إسبانيا والبرتغال حاليا)، فعبر طارق بجيشه المضيق الذى عرف باسمه ليلاقى جيوش القوط ويهزمها فى معركة وادى لكة والتى فتحت الباب أمام المسلمين لفتح شبه الجزيرة الأندلسية.

وكان من أسباب فتح الأندلُس إقبال البربر على اعتناق الإسلام بعد تمام فتح المغرب وتوقهم لِلغزو والجهاد فى سبيل الله، وكَان هذا الفتح بداية للتواجد الإسلامى فى الأندلس.

وظلت الحضارة الإسلامية فى الأندلس لمدة 8 قرون، وكانت أحد أهم معابر الحضارة بين المسلمين وأوروبا، وانتهت الحضارة الإسلامية فى الأندلس بسقوط مملكة غرناطة فى 2 يناير 1492م، على يد الملكين فرناندو وزوجته إيزابيلا.

موقعة حطين 

وقعت فى 26 من شهر رمضان المُبارك، الموافق للسابع عشر من شهر نوفمبر للعام الميلادى 1188، كانت بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، والتى أنهت الوجود الصليبى فى المشرق، وأسفرت عن تحرير مملكة القدس وتحرير معظم الأراضى التى احتلها الصليبيون.

العاشر من رمضان

هو درّة انتصارات العصر الحديث التى وقعت فى يوم العاشر من رمضان، الموافق يوم السادس من أكتوبر 1973، حيث عبرت قوات الجيش المصرى خط بارليف ودمرت نقاط الدفاع الإسرائيلية شرق القناة، وعلى الجبهة السورية وصلت قوات الجيش السورى إلى مدينة القنيطرة.

وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة من دولة الاحتلال الإسرائيلى، كان ذلك نتيجة للانتصار فى تلك الحرب العظيمة، التى أعادت لمصر هيبتها العسكرية التى فقدتها عقب حرب 5 يونيو 1967.

عين جالوت

جاء خطر المغول من الشرق ليأكل فى طريقه الأخضر واليابس، ويهدم فى طريقه كل الحضارات والدول التى قابلها، فاحتلوا بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين فى بغداد عام 656 هجرية، ودمروا مكتبات بغداد، بل تقول بعض الروايات إنهم صنعوا جسرا من الكتب فى نهر دجلة.

واستمر زحف المغول حتى وصلوا إلى بلاد الشام، لكن الله قيض لهم جيش مصر بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز وقائده المحنك ركن الدين بيبرس البندقدارى، الذين قادوا معركة عين جالوت فى 25 رمضان سنة 658 هجرية، مما كان بداية النهاية للخطر المغولى على العالم الإسلامى.