الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل يتوقف التطوير فى أنظمة الذكاء الاصطناعى؟

هل يتوقف التطوير فى أنظمة الذكاء الاصطناعى؟

منذ عدة أيام صدر خطاب من أحد المعاهد الأمريكية يدعى «معهد مستقبل الحياة» Future of Life Institute»، هذا الخطاب أتى بتوقيع أكثر من 1000 خبير من خبراء تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى ومنهم الملياردير الأمريكى الشهير ايلون ماسك، يناشد هذا الخطاب كافة الجهات والأفراد العاملين فى تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعى إلى التوقف لمدة ستة اشهر على الأقل لحين وضع بروتوكولات للسلامة، أى لضمان سلامة استخدام تلك التطبيقات وعدم إلحاقها أى ضرر بالانسان أو أى من المجالات المؤثرة عليه، من الجدير أن هذا المعهد يعنى بمحاولة تخفيض المخاطر الناجمة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وذلك فى أربعة مجالات رئيسية هم الذكاء الاصطناعى والتغير المناخى والتكنولوجيا الحيوية والأسلحة النووية والحقيقة أن وضع الذكاء الاصطناعى مع تلك المجالات الثلاثة والتى لا يختلف اثنان على خطورتهم يلقى بالكثير من الضوء على الجوانب السلبية والمخاطر الحادثة والمتوقعة جراء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى بدون اى أطر تنظيمية للسلامة وحسن الاستخدام.



فمن الإشكاليات المرتبطة بتعاظم استخدام تلك التطبيقات ما هو مرتبط بتأثيراتها السلبية على الإنسان والمجتمع من حيث زيادة اعتماد البشر على تلك الأنظمة وفقدان القدرات العقلية والتحليلية أو فقدان فرص عمل يتم فيها استبدال الإنسان بنظام معلوماتى يعتمد على الذكاء الاصطناعى وكذا ايضا إمكانية استخدام تلك الأنظمة فى نشر الأخبار الكاذبة والمغلوطة وتوجيه الجمهور والمستخدمين، أو إحداث تغيير فى الأفكار والقناعات والعادات والتقاليد أو التأثير على الحالة النفسية والعقلية للمستخدمين وهو ما ظهرت أول بوادره منذ عدة أيام حيث أقدم رجل بلجيكى على الانتحار بعد أن استمر يقيم حوارًا مع أحد برامج المحادثة لمدة ستة اشهر شجعه فيها البرنامج على الإقدام على تلك الخطوة الكبيرة، كما أن من المخاطر الأخرى مدى إمكانية استخدام تلك التقنيات فى تطوير الهجمات السيبرانية وتنفيذ الجرائم الإلكترونية، بالاضافة إلى دراسة قضية الانحيازات وايضا ربط تلك التقنيات بشبكة الإنترنت للتحديث المستمر وايضا الانتقال إلى المستوى القوى من الذكاء الاصطناعى والذى تستطيع فيه الآلة أن تتعلم بدون الاعتماد على اى مصدر خارجى إلا قدراتها على البحث والتفاعل. 

كل تلك المخاطرة التهديدات وإن دفعت هؤلاء المتخصصين إلى توقيع هذا الخطاب الا أن النتيجة ربما لن تكون كما يتوقع الجميع، فالسباق قد بدأ بالفعل على السيطرة والتهام الكعكة التكنولوجية والاقتصادية والسياسة أيضا والحديث عن الأطر التنظيمية أو البروتوكولات لن يستطيع أن يوقف هذا السباق حتى وأن خرجت الينا وثيقة يتم التوافق عليها الا أن التجارب السابقة تشير إلى أن الالتزام بتلك البروتوكولات يبقى محدودا.