الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العاشر من رمضان والدماء الطاهرة

العاشر من رمضان والدماء الطاهرة

أقف بخشوع وإجلال من فوق رمال الأرض الطاهرة التى خلقها الله لتكون أرض الجمال والجلال والخشوع.. هنا نزلت ملائكة الله فى معركة العبور السادس من أكتوبر العاشر من رمضان.. هنا صعدت أرواح الشهداء لتستقر تحت عرش الرحمن.. هنا انتصر الحق على الباطل وخاب كيد المعتدين.. هنا فى سيناء المباركة يتغير جسدك وروحك وعقلك فتشعر بحالة من الاستقرار والأمان..بركة سيناء لايعرف مقدارها غير عدد قليل من البشر خاصة الأنبياء والأولياء والصالحين ورجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. سيناء  معبر الديانات السماوية وذكرها الله فى كتابه الكريم  فى قوله تعالى: «والتين والزيتون وطور سينين»، وكرم الله أرضها عندما مشى عليها الأنبياء والمرسلون.. فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسى بن عمران عليه السلام وبها تلقى الشريعة من ربه.. وعبرها السيد المسيح وأمه مريم عليها السلام.. ومر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج. 



هنا فى سيناء تتجلى عظمة الماضى شاهدة على بطولات خلدها التاريخ منذ عصر الملك أحمس الأول الذى طهر أرضها  من الهكسوس برجال القوات المسلحة المصرية  أقدم الجيوش النظامية فى هذا التوقيت مرورًا بنصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عندما قدم الجيش المصرى العظيم نموذجًا من أروع بطولات الحرب والمعارك فى العصر الحديث بقيادة الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام. 

سيناء الطاهرة تستعد لاستقبال فجر جديد يشع نوره على تلك الأرض ليفتح بابًا من التنمية والرخاء على جميع المحاور،  لتعوض سنوات الحرب العشر الماضية، ولتطمس هذا التاريخ الأسود للإرهاب الغاشم الذى لم يجن غير الخزى والعار والفشل والانكسار على أيدى الرجال الأبطال من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل والشرفاء من قبائل سيناء.

بالأمس كنا على كل شبر من أرض سيناء نتفقد الأمن والاستقرار وفرحة أبناء العريش «والمساعيد والشيخ زويد  ونخل والحسنة» بمحافظة شمال سيناء وبكل ثقة واقتدار نقول للعالم: بدأت التنمية الشاملة على هذه الأرض فى كافة المجالات وبإذن الله لن تتوقف عجلة التنمية فى سيناء مرة أخرى فقد طوقت أرواح ودماء الشهداء هذه الأرض بطوق وسياج من حديد لن يستطيع أحد مسها بسوء مرة أخرى.

تحية إجلال واحترام لكل دفقة دماء طاهرة خرجت فى سبيل الله لتصون الأرض وتحمى العرض فى سيناء.. لأول مرة وبعد زيارات متكررة فى الثلاثة أعوام الماضية شاهدنا الفرحة فى عيون أهل سيناء بقدوم شهر رمضان وذكرى نصر العاشر من رمضان.. تحية إجلال واحترام لكل روح عزيزة صعدت إلى ربها فاستقرت فى الفردوس الأعلى من الجنة فداءً لهذه الأرض المباركة.. فى ذكرى العاشر من رمضان لن ننسى قائد الحرب وبطل السلام الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات وتحية واجبة لكل من حافظ على هذا الانتصار.

بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وبتلاوة النشيد الوطنى ومن خلال فرق الفنون الشعبية من إقليم القناة والدلتا والصعيد للعام الثالث على التوالى وبصحبة اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء والكاتب الصديق المقاتل  محمد نبيل رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى ومع الصديق العزيز الدكتور نادر مصطفى وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب وكبار شيوخ سيناء احتفلنا بهذه الذكرى بين أسر الشهداء لكى تظل الذكرى حاضرة فى الأذهان لا تغيب. 

بفضل الله سيشهد العالم خلال تدشين الانطلاقة الكبرى لتنمية سيناء ملحمة جديدة من التنمية على كل شبر من هذه الأرض بسواعد المصريين وبتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى قائد معركة بناء الجمهورية الجديدة  فى كل ربوع الوطن خاصة على أرض سيناء الحبيبة. تحيا مصر.