السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم من عمر البيانات

يوم من عمر البيانات

نمو البكتيريا سواء النافعة أو الضارة كان هو المثال الذى نستخدمه للإشارة إلى النمو السريع والمطرد، ثم انتقلنا فى فترة أخرى إلى النظر الى السماء ومراقبة المجرات ومدى اتساع الكون واستمراره فى النمو، وما بين هذا وذاك نجد العديد من معدلات النمو، نستخدم تلك المعدلات للدلالة وكمقياس لدرجة خطورة أو نجاح ورفاهية وخلافه.



وفى عصر المعلومات نجد أن مصطلح البيانات Data هو الأكثر انتشارًا للدلالة على كل شىء فى هذا العالم الرقمى الافتراضى، فالبيان يكون تعبيرًا عن رقم أو خبر أو قياس لدرجة حرارة أو لسرعة مركبة فضاء، أو تكوين لملف صوتى أو مقطع فيديو، والقائمة كبيرة وممتدة، والحقيقة أن معدل النمو فى تلك البيانات قد جعل القياس يعود إلى اليوم بدلًا من أن نتحدث عن معدل نمو سنوى أو ما شابه، ولكن المعدلات الكبيرة هذه هى التى أجبرت المتعاملين إلى النظر للأمر بشكل يومى وفى أحيان أخرى يتم تقسيم اليوم إلى ساعات وصولًا إلى قياسات لتلك المعدلات كل دقيقة.

تقول الإحصائيات أن نحو 3.5 كوينتيليون بايت (كوينتيليون=مليون تريليون) من البيانات يتم توليدها يوميا وأن نحو 332 مليار بريد إلكترونى يتم إرسالها يوميًا وفى منصة مثل منصة اليوتيوب نجد أن حجم المشاهدات اليومى يصل إلى نحو مليار ساعة، كما أنه يتم إضافة نحو 500 ساعة جديدة كل دقيقة.

سأتوقف هنا عن استكمال إحصائيات هذا الكم الكبير من البيانات والمعلومات التى يتم إضافتها يوميا إلى العالم الرقمى سواء على أجهزة المستخدمين (الحواسب والهواتف) أو على الخوادم المركزية والحوسبية، ولكن هذا الكم المهول من البيانات مازال يعانى من عدة إشكاليات أولها إشكالية دقة تلك البيانات واتساقها ومعدلات تحديثها، ثم تأتى الإشكالية الثانية ـ البعض يضعها كإشكالية أولى- فى كيفية تحليل تلك البيانات المهولة تحليلًا سليمًا يساهم فى تحقيق فائدة جديدة أو الإشارة إلى بدائل لاتخاذ القرار على المستويات المختلفة، ربما تكون تقنيات الذكاء الاصطناعى المتطورة هى الحل لهاتين الإشكاليتين  وربما تكون هى إشكالية فى حد ذاتها، تلك قضية أخرى.