الأحد 16 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شهر الانتصارات

شهر الانتصارات

لم يكن شهر رمضان الفضيل شهرًا للراحة وممارسة العبادات فقط بل ظل على مر التاريخ شهرًا لتحقيق الانتصارات الكبرى والفتوحات العظيمة التى شكلت جزءًا مهمًا من التاريخ الإسلامى وتاريخ المسلمين على مر العصور بدءًا من غزوة بدر حتى انتصار العاشر من رمضان- أكتوبر عام 1973 هذه الانتصارات العظيمة التى أكدت أن هذا الشهر الفضيل ليس شهرًا للكسل والتراخى بل هو شهر للعمل وللعبادة وللجهاد فى سبيل الله.



فعلى مر التاريخ خاض المسلمون معارك فاصلة فى تاريخهم فى هذا الشهر وحققوا انتصارات عظيمة أبهرت أعداءهم وتحولت إلى نقاط كبرى من التاريخ الإسلامى، ففى أولى المعارك الكبرى فى تاريخ الإسلام كانت غزوة بدر الكبرى فى 17 رمضان من العام الثانى للهجرة عندما قاد النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - وثلاثمائة من أصحابه لاعتراض قافلة لقريش يقودها أبوسفيان بن حرب إلا أن القافلة اتخذت طريقًا آخر مما دفع كبار قريش ووجهائها إلى الخروج من مكة والتصميم على ملاحقة المسلمين فى معركة مباشرة ظنًا منهم أنها ستكون نزهة عسكرية، والتقى الفريقان عند أبيار بدر مما جعلها تسمى بموقعة بدر حيث كان عدد كفار قريش فى هذه المواجهة يزيد على ألف مقاتل واستطاع المسلمون هزيمتهم وقتل 70 مقاتلًا من كبار قريش ووقع مثلهم فى الأسر فى الوقت الذى استشهد فيه 14 فقط من المجاهدين المسلمين وهذه كانت أولى معارك المسلمين فى التاريخ وأكثرها أهمية والتى رسخت بداية دولة إسلامية كبرى ورسخت انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية ومن بعدها فى كل ربوع العالم والتى وقعت فى العاشر من رمضان.

وفتح مكة أيضًا كان فى 20 من رمضان عام 8 هجرية بعد أن قاد النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - 10 آلاف من أصحابه لفتح مكة بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية ثم توالت بعدها الانتصارات والفتوحات فى هذا الشهر الكريم ومنها فتح الأندلس على يد القائد العظيم طارق بن زياد فى 28 رمضان عام 92 هجرية عندما قاد جيوش المسلمين ومعه موسى بن نصير واستطاع هزيمة جيوش أوروبا وفتح الأندلس وأيضًا فى هذا الشهر انتصر المسلمون على جيوش أوروبا على حدود فرنسا فى معركة بلاط الشهداء بقيادة عبدالرحمن الغافقى ثم بعد ذلك فى رمضان من عام 223 هجرية قاد الخليفة العباسى المعتصم بنفسه جيشًا كبيرًا لفتح عمورية بعد أن استنجدت به امرأة بقولها المشهور «وا معتصماه» وكانت عمورية من أصعب وامنع المدن الحصينة لدى الروم ثم بعدها أيضا معركة عين جالوت التى انتصر فيها الجيش المصرى بقيادة سيف الدين قطز وقائده المحنك ركن الدين بيبرس الذى قاد معركة عين جالوت فى 25 رمضان سنة 658 هجرية.

لتأتى بعدها حرب العاشر من رمضان عام 1973 وانتصار الجيش المصرى فى أعظم الحروب التى حدثت فى رمضان حيث عبرت قوات الجيش المصرى خط بارليف الحصين ودمرت نقاط الدفاع الإسرائيلية شرق القناة وهى إحدى معجزات حروب العصر الحديث وهو ما يؤكد أنه على مر التاريخ لم يكن أبًدا رمضان شهرًا للكسل أو التراخى أو شهرًا للعبادة فقط بل للجد والعمل والجهاد فى سبيل الله وعدم التكاسل أو التراجع.

هو شهر فضيل يحثنا جميعًا على الصبر والجلد مع العمل الجاد والاجتهاد.. جعلنا الله جميعًا فيه من المقبولين.