سيكلوجية حوض المطبخ
يعرف المتخصصون فى علوم الاقتصاد وعلم النفس كما فى العلوم الاجتماعية أيضا هذا التعبير والمعروف بـRegression analysis حيث يقوم أحد الأطراف فى إطلاق مجموعة كبيرة من الاتهامات والشكاوى المتتالية على شكل جمل قصيرة وكثيرة وذلك فى اتجاه الشخص الآخر تماما مثلما يقوم أحد الأشخاص بإلقاء كل أنواع القاذورات غير المرتبطة فى حوض المطبخ حتى يصل حوض المطبخ إلى الامتلاء التام ومن ثم يبدأ فى التأثر ثم الانفجار.
على الجانب النفسى يقوم عدد لا بأس به من الأشخاص باستخدام تلك التقنية لإحداث أذى نفسى للضحية بغية إبقاؤها تحت سيطرته والحصول منها على أكبر قدر ممكن من المكتسبات وإشعارها بالذنب والتقصير طوال الوقت وهذه الاستراتيجية قد نراها فى العلاقات الزوجية أو العائلية أو بين الأصدقاء أو حتى فى العمل وفى جميع الأحوال فإن النتيجة النهائية لهذه الممارسات لا تكون إيجابية على الإطلاق ففى النهاية وعندما يمتلئ حوض المطبخ - الشخص الضحية ـ بكل تلك القاذورات والاتهامات والشكاوى فإنه يتحول إلى حالة من اللامبالاة وقد يتحول إلى مرحلة الانفجار فيقوم بإلقاء أطنان من القاذورات فى الاتجاه العكسى ليس بهدف الدفاع عن النفس أو الإبقاء على العلاقة أيا كان نوعها ولكن ببساطة لأن لكل شىء ولكل إنسان طاقة وقدرة محددة على تقبل النقد والشكوى والابتزاز بعدها يتحول بلا عودة.
أما على جوانب علوم الاقتصاد والعلوم الاجتماعية فإنه فى بعض الأحيان يتم اللجوء إلى تلك الاستراتيجية حال عدم التيقن من العلاقات بين تلك المتغيرات-القاذورات ـ وذلك فى محاولة لوضعها معا فى بوتقة واحدة بغية الوصول إلى علاقات واضحة بينها يتضح فيها العوامل المرتبطة والعوامل غير المرتبطة كما يتم فيها أيضا ترتيب الأولويات والحقيقة أن هذا الأسلوب لا أجده مفيدا أو محققا لشىء إلا الإزعاج فالعلاقات بين المتغيرات ليست بهذا الغموض، ربما تكون كثيرة وربما تحتاج إلى أدوات مساعدة لتوضيحها ولكن حتما لا يجب أن يكون حوض المطبخ هو الوسيلة لتحقيق ذلك.
