الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عمار يا مصر

عمار يا مصر

فى هذا الشهر الكريم من كل عام تقبل علينا الدنيا بالخير والبركات فى بلدنا الحبيب مصر.. السنوات الماضية كانت صعبة على الكثيرين من أهلنا المصريين.. كورونا من ناحية والظروف الاقتصادية وأشياء أخرى أهمها الإجراءات الاحترازية التى قامت بها الحكومة للحد من انتشار الوباء الذى ضرب العالم كله فى فترة سابقة وتأثرت به الموائد الرمضانية والصلوات فى المساجد.



شهر رمضان الكريم فى مصر بشهادة  معظم شعوب العالم مختلف وله طابع وطقوس خاصة جدا هذه الروحانية لم تأت من فراغ ولكنها نتاج نسيج إنسانى ومحبة طبيعية خلقها الله فى نفوس المصريين على مدار قرون طويلة سجلها التاريخ بحروف من نور. 

فى رمضان السادس من أكتوبر عام 1973 اختلط الدم المصرى لجنودنا البواسل دون تفرقة بين مسلم ومسيحى.. على أرض سيناء.. والتاريخ يشهد أن كل المعارك الحربية التى خاضها المصريون دفاعا عن الأرض والعرض لم يكن فيها تفرقة بين النسيج الواحد لهذه الأمة وهذا سر قوتها ووحدتها عندما يريد العدو أن يقرب من حدودها. 

هذه التركيبة وتلك الجينات التى تفرد بها أهل مصر بصفة عامة تظل صعبة عصية على كل من أراد شرا بهذه الأرض.. الدهشة التى يرصدها غيرنا من طبيعة وطباع هذا الشعب أصبحت محيرة لكل علماء النفس ورجال الأجهزة الاستخباراتية ورجال السياسة والاقتصاد فى العالم.. يشاهدون مواقف بسيطة يمكن أن تمر مرور الكرام على كثير من المصريين كونها شيئا طبيعيا وعاديا فى كثير من الأحيان ولكنها فى حقيقة الأمر تمثل رعبا لكل من تسول له نفسه أن يضمر لنا سوءا. 

مشهد الإفطار العظيم الذى أقيم مؤخرا فى المطرية لن يمر مرور الكرام عند الكثيرين.. طبيعة هذا الشعب وجيناته تظل متربعة على عرش المحبة والوحدة  والتماسك التى لا يستطيع أحد أن يغير فى طبيعة ونسيج هذه القماشة التى لن «تدوب» أو تتغير ألوانها الطبيعية بفعل الزمن وظروف الحياة. 

هنا المطرية.. هنا مصر.. هنا التاريخ.. هنا الوحدة التى وقفت وستظل ثابتة كالأهرامات لن تزحزحها كل هذه المؤامرات من عصر «مينا» وحتى قيام الساعة.. وهذا هو الرباط الذى أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال فى أهل هذا الوطن دون تفرقة بين مسلم وقبطى «إِنَّكم ستفتحونَ مصر، وهِىَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ، فإذا فتحتُموها، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا، فإِنَّ لهم ذمَّةً و رَحِمًا». 

الفرحة التى طوقت أهل المطرية فى هذه المناسبة الرمضانية عندما سادت روح المحبة والأخوة بين أحمد ومحمد وأصدقائهما وجيرانهما مايكل وشنودة.. صداقة الطفولة وعشرة العمر وسنوات المحبة..  تمثل مصر وشعبها باختصار شديد.. رغم التحديات والصعاب والظروف المعيشية نعم. 

إذا نحن على قلب رجل واحد فى المطرية وعلى كل شبر من أرض مصر.. نضحك معا.. ونبكى معا.. وندافع معا.. ونصبر معا.. ونقف إلى جوار هذا البلد..  وإلى جوار جيشه وشرطته وأمنه وقيادته السياسية فى العسر واليسر..  عمار يا مصر.. تحيا مصر.