السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

أحمد أبو المعاطى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



القارئ الشيخ أحمد أبو المعاطى، أحد أعلام دولة التلاوة، ولد فى 1 فبراير عام 1939م، بقرية الجوادية التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية حفظ القرآن الكريم فى سن صغيرة، وذاع صيته فى بلدته والبلاد المجاورة حتى بدأ فى إحياء الكثير من الحفلات وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره.

التحق أبو المعاطى، بمدرسة بلقاس الثانوية بنين، وفى المدرسة تعلم المقامات الموسيقية على يد مدرس الموسيقى، وهو ما زال يتلو القرآن الكريم هنا وهناك، حتى أصبح نقيبا لقراء محافظتى الدقهلية ودمياط.

والتحق الشيخ أحمد أبو المعاطى بالإذاعة المصرية فى منتصف الثمانينيات، إلا أنه منع من القراءة بالتليفزيون هو والشيخ عبد العزيز حصان بسبب قرار من رئاسة التليفزيون بمنع المكفوفين من القراءة فى التليفزيون مما دفعهما إلى رفع دعوى قضائية وحكم فيها لصالح الشيخ أبو المعاطى ولكنهم امتحنوه مرة أخرى وكأنه قارئ مبتدأ لكى يقرأ فى التليفزيون وبعد اختباره أرسلوا له خطاب شكر على أدائه. ويروى المستشار هشام فاروق، عضو شرف نقابة القراء، أن الشيخ أبو المعاطى كان موقرا لكتاب الله، ففى إحدى العزاءات قطع تلاوته للقرآن الكريم عندما علا صوت الناس بعض الشيء وقال للحاضرين فى العزاء: القرآن يا أمة القرآن! القرآن.. يا أمة القرآن! فمازال يُكررها، ثم قرأ قوله تعالى: «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ» يُحذر الناس ويُنبههم أن إعلاء الصوت عند قراءة القرآن واللغو أثناء التلاوة هو من شيم وصنيع الكفار وليس المسلمين.

وتوفى الشيخ أحمد أبو المعاطى، عن عمر يناهز 72 عاما، فى 22 أكتوبر 2011، ودفن فى مثل هذا اليوم 23 أكتوبر 2011.