الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 اتجاهات السينما المصرية

اتجاهات السينما المصرية

للناقد السينمائى الكبير الأستاذ على أبوشادى كتاب بديع من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب لعام 2002 بعنوان «اتجاهات السينما المصرية»، الكتاب يتحدث فى مقدمته عن نشأة الأنواع فى تاريخ السينما، أى تكرار نفس الوصفات والتركيبات، ويستشهد على ذلك بالسينما الأمريكية وظهور أنواع محددة مثل سينما الويسترن أو البوليسية أو العاطفية أو الموسيقية أو الكوميدية... إلخ.



يتحدث أيضًا عن إمكانية أن يحتوى الفيلم الواحد على أكثر من نوع وهو ما نجح فى أغلب الأنواع تقريبًا ما عدا أفلام الويسترن التى حافظت على النوع الصافى على حد تعبيره، بعد ذلك ينتقل الكاتب إلى إقرار حقيقة نقد يوجه للسينما فى كل بلدان العالم بأنها ساهمت فى تكريس الواقع وترسيخ القيم السائدة مع القليل من القدرة على إحداث تغيير إيجابى  إلا فى استثناءات محدودة.

بعد ذلك ينتقل إلى الحديث عن أنواع-أو اتجاهات-السينما المصرية فيبدأ بالسينما الواقعية والتى بدأت بفيلم «لاشين» كأول فيلم مصرى واقعى ثم فيلم «العزيمة» ثم «السوق السوداء»، كان ذلك فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين قبل أن يشير إلى حقبة الخمسينيات والستينيات بأنها العصر الذهبى للواقعية، ومن أمثلة تلك الحقبة أفلام «صراع فى الوادى» و«جعلونى مجرما» و«حياة أو موت»، ثم ينتقل إلى مخرج الواقعية صلاح أبوسيف وأفلامه الشهيرة «الفتوة» و«أنا حرة» و«القاهرة 30» و«الزوجة الثانية» و«السقا مات» ثم ينتقل إلى واقعية عاطف الطيب فى أفلام مثل «سواق الأتوبيس» و«البريء» و«الهروب»، قبل الانتقال إلى داوود عبدالسيد فى «الكيت كات» و«أرض الأحلام»، ذكر أيضًا المخرج الكبير محمد خان وكيف أنه يخط خطًا شديد الخصوصية فيجعل من المكان هو البطل الحقيقى مثلما ظهر جليًا فى أفلام «عودة مواطن» و«أحلام هند وكاميليا» و«سوبر ماركت».

ينتقل بعد ذلك إلى نوع آخر من السينما يطلق عليه «السينما الطبيعية» وهى التى تعتمد على قوانين الوراثة والبيئة فى التأثير على سلوك الأفراد وتجعل من الغرائز محركًا لهذا السلوك ومن الأمثلة على هذا النوع أفلام «لك يوم يا ظالم» و«ريا وسكينة» و«شباب امرأة» وهى أفلام وإن كان من الممكن تصنيفها واقعية إلا أن عدم إظهار غياب الدافع خلف هذا السلوك والمساحة لبيان الأسباب ولكن يتم التركيز على الأعمال التالية ثم على العاقبة النهائية والتى فى الغالب ما تكون مفجعة.

يستعرض الكاتب فى الفصول التالية باقى اتجاهات السينما وهى الميلودراما والكوميديا والفنتازيا والسينما السياسية والفيلم التاريخى وأفلام الحرب والمقاومة الوطنية والفيلم الغنائى والاستعراضى والبوليسى والأفلام البدوية والدينية أيضًا وذلك فى رحلة فنية نقدية أكاديمية ممتعة بين دفتى هذا الكتاب من خلال 157 صفحة من  المتعة والمعرفة.