السيارات ذاتية القيادة ومستويات التحكم
تزايدت فى الفترة الاخيرة الاخبار عن السيارات ذاتية القيادة Self Driving cars وهى السيارات التى لا تحتاج الى قائد حيث إنها تعمل من خلال برنامج يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعى ومن خلال عدد من الحساسات Sensors تمكنها من التوقف أو الحركة أو الدوران وزيادة السرعة أو تقليلها وتفادى التصادم ايضا، ومع تطور هذه التقنية ظرت عدد من الاشكاليات أو الاسئلة متعلقة بالمسؤولية الجنائية فى حالة حدوث حوادث تكون تلك السيارة هى احد اطرافها وليس الامر كذلك وحسب بل تعداه الى الحديث عن شركات التأمين ضد حوادث الطرق وكذا ايضا الهيئات الحكومية الخاصة بإصدار القوانين واختبار تلك السيارات ومتابعة حركة المرور ايضا.
وقبل الاستفاضة فى الحديث عن تلك الاشكاليات أرى أنه من الضرورى الحديث عن تلك التقنية وبيان درجات أو مستويات التحكم المختلفة، فذفه لسيارات لا تعمل بصورة اوتوماتيكية تماما الا فى المستويين الرابع والخامس منها فقط ولهذا فان كل مستوى من تلك المستويات له محاذير ومحددات تقنية وقانونية ايضا.
البداية من المستوى صفر وهى السيارة التى يوجد بها بعض الخصائص الاوتوماتيكية ولكن تكون السيطرة الكاملة لقائدها، هذه الخصائص الاوتوماتيكية تشمل الفرامل الاوتوماتيكية فى حالة الطوارئ والانذار فى حالة مغادرة الحارة المرورية ووجود كاميرا خلفية والتنبيه قبل الاصطدام والإنذار بوجود نقط عمياء وهى الخصائص الموجودة فى اغلب السيارات الحديثة بالفعل.
المستوى الاول يقوم فيه السائق بأغلب المهام ولكن تساعده السيارة من خلال وظائف بسيطة مثل الوجود فى منتصف الحارة المرورية أو الإبقاء على مسافة امنة بين السيارة والسيارات التى أمامها أو لتثبيت السرعة أو عدم تخطى الحد الاقصى للسرعة ايضا.
المستوى الثانى وهنا تبدأ السيارة فى القيام ببعض مهام القيادة بالفعل ولكن على السائق الانتباه ليقوم بالتدخل فى عدد محدد من الحالات وهى لا تختلف كثيرا عن المستوى الأول إلا فى أنها نقوم بالمهام الأوتوماتيكية السابق الاشار اليها بدون تحكم الإنسان أو قدرته على تعطيلها.
المستوى الثالث وفيه تزداد الوظائف التى تقوم با السيارة بصورة اوتوماتيكية ولا تعطى السائق السيطرة إلا قبل وقوع الحوادث بوقت قليل جدا ولذا لا تعتبر من المستويات المحببة أو المقبولة لدى الكثير من المستخدمين ومن الجهات المنظمة ايضا.
المستوى الرابع وهنا لا حاجة لانتباه الانسان على الإطلاق فالسيارة ستقوم بكل شئ ويمكن لقائدها قراءة كتاب أو الاستماع الى الموسيقى أو مشاهدة فيلما أو ما شابه.
المستوى الخامس وهو المستوى الاكثر تقدما وأوتوماتيكية حيث يمكن للسائق أن يحصل على غفوة ولا يتدخل على الإطلاق فى أى مرحلة من مراحل القيادة وهنا تجدر الإشارة إلى التشابه الكبير بين المستوى الرابع والخامس من حيث عدم وجود أى سيطرة لقائد السيارة على اى من القرارات التى تتخذها قبل أو أثناء القيادة وهذان المستويان من المتوقع ظهورهما فى الاسواق العام القادم أو بعد القادم على أقصى تقدير.
وللحديث بقية
