الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بشر وحيوانات وطيور

حكاية ألواح خشبية أثرية زينت قصور الخلفاء وعناقيد العنب مثل المسجد الأقصى

تميزت الفنون التى خلفتها الحضارة الإسلامية بالتنوع والثراء،والذى جعلها قابلة للتنفيذ على مختلف المواد كالخزف والزجاج والأحجار والأخشاب وغيرها،ولم تقف طبيعة أى مادة عائقا أمام تنفيذ الزخارف المتنوعة على أى مادة،وخاصة الأخشاب التى تحتاج لدقة شديدة فى نحتها وتنفيذ الزخارف عليها.



ويقتنى المتحف الإسلامى عشرات الكنوز الأثرية الخشبية،والتى تتميز بزخارفها البديعة والدقيقة،والتى كما قال أحمد صيام مدير عام المتحف تنتمى لعصور تاريخية مختلفة،لكنها تتشابه جميعها فى كونها شاهدة على عظمة حضارة خلفت وراءها كنوزا لا تقدر بثمن وهى الحضارة الإسلامية.

ومن ضمن مقتنيات المتحف لوح من الخشب محفور وملون ومزين بزخارف طيور «الدولة الطولونية - العصر العباسى-مصر.القرن 3 هـ / 9 م»،ويُرجح أن هذه الألواح الخشبية كانت جزءا من تكسية جدارية، كما تظهر بقايا لبعض الألوان على الأفاريز،ونُفذت أشكال الطيور متقابلة وسط زخارف نباتية قوامها رسم لفروع نباتية متداخلة.

وعرف هذا الأسلوب الفنى بالحفر المائل المشطوف بعد انتقال طرز سامراء من العراق إلى مصر فى عصر الدولة الطولونية (254-٢٩٢هـ/ ٨٦٨-905 م)،وتمثل هذه الزخارف انتقال للتأثيرات الساسانية المتمثلة فى رسم شجرة الحياة والزخرفة برسوم طيور متقابلة على مهاد من الزخارف النباتية.

ولوح من الخشب المحفور مزين بزخارف نباتية»مصر أو سوريا - العصر الأموي.القرن 2هـ / 8م»،حيث تميزت التحف الخشبية التى تنتمى لنهاية العصر الأموى وبداية العصر العباسى بزخارفها النباتية شديدة القرب من الطبيعة وقد ظهر تـأثير الفن الهلنستى الذى امتزج فيه الأسلوب الفنى البيزنطى الغربى مع بعض الأصول الفنية الشرقية وظهر لأول مرة فى مدينة الإسكندرية،جليا فى هذه الزخارف. وذلك من خلال زخرفة عناقيد العنب التى تخرج من أشكال مزهريات،وقد تشابهت هذه الزخارف مع الزخارف التى يزدان بها المسجد الأقصى فى القدس الشريف خاصة فى فترة اعادة بنائه فى عهد الخليفة المهدى العباسى (158-169هـ).

ولوح من الخشب عليها بالحفر مناظر آدمية وحيوانية ونباتية «مصر – العصر الفاطمي. القرن 5هـ/ 11م»، وكانت هذه الألواح الخشبية تزين قصور الخلفاء الفاطميين التى كانت تقع فى شارع المعز بين باب زويله وباب الفتوح، وقد زُخرفت بمناظر تصويرية من الحياة اليومية فى العصر الفاطمى قوامها رسوم مناظر صيد ومناظر طرب ورقص وشراب. وقد نُفذت الزخارف بالحفر متعدد المستويات مما يعكس مهارة الفنان فى العصر الفاطمي، وأُعيد استخدامها ضمن زخارف المجموعة المعمارية الضخمة التى شيدها السلطان المملوكى المنصور قلاوون فى شارع المعز سنة 684 هـ / 1285م .