السيارات ذاتية القيادة والمسئولية الجنائية

ما الذى سيحدث إن ارتكبت سيارة ذاتية القيادة حادث سير، وماذا إذا أدى هذا الحادث إلى وفاة سائق سياة أخرى، أو وفاة أحد ركاب السيارة الأصلية أو أدى إلى وفاة أحد المارة أو اتلف بعضاٍ من الممتلكات العامة فى الطريق.

كل هذه الأسئلة وأكثر نجدها تصعد إلى سطح الحوار كلما تحدثنا عن تقنية الذكاء الاصطناعى واستخدامها كبديل للعقل البشرى، وتكون الإجابة المختصرة آه لابد من تغيير التشريعات الحالية أو سن تشريعات جديدة خاصة بهذه الأنماط الجديدة من الحياة ولكن ولأن الأمر أكثر تعقيدًا مما نراه أو نتصوره فإن قضية مثل قضية السيارات ذاتية القيادة ليست بهذه البساطة، فمستويات «الذاتية» المذكورة ليست واحدة ففى تلك السيارات يوجد خمس مستويات على الأقل تبدأ أولها بتحكم السيارة ذاتيا فى بعض الوظاف وتقوم ببعض الأفعال البسيطة بدون الحاجة للتدخل البشرى والذى تترك له أغلب المهام أو المهام الخطيرة منها خاصة عند إحساس السيارة باقتراب كارثة أو حادثة وصولا إلى التحكم الذاتى الكامل والذى لايحتاج إلى أى تدخل بشرى على الإطلاق وهو ما يضرب به المثل على أن السائق البشرى يستطيع أن يحصل على غفوة أو يقرأ كتابا أو يشاهد فيلما فى المقعد الخلفى تاركا الأمر برمته للآلة.

ففى عام 2018 حدث أن قامت إحدى السيارات ذاتية القيادة بقتل سيدة وتم توجيه تهمة الإهمال الذى أدى إلى القتل لسائقها، ببساطة لأن السائقة كانت منشغلة بتليفونها المحمول عن متابعة السيارة والتى كانت تعمل بالمستوى الثالث من مستويات القيادة الذاتية وهو الذى كان يتطلب تدخلها عند أو قرب وقوع الكارثة،والأمثلة على القوانين المستحدثة كثيرة منها القانون الإنجليزى والصادر عام 2018 أو القانون الفرنسى الصادر عام 2021 أو القانون الألمانى الصادر عام 2021 أيضا والذى يحدد أيضا السيارات المسموح لها بالسير و تتم مراجعة التطبيق Software المتحكم فى السيارة ويتم تحديد نسب المسئولية التى تقع على عاتق السائق أو الشركة المصنعة كما يتم أيضا فى بعض القوانين تحديد المناطق أو الطرق المسموح فيها بسير تلك المركبات، كما أن أسباب الحوادث الأخرى يتم تضمينها أيضا فى القانون كأن يكون الحادث ناجما عن عطل ميكانيى فى السيارة أو بسبب إهمال صاحبها فى القيام بالصيانات الدورية وغيرها الكثير من العوامل وهذا يسمح بتحديد المسئسوليات وكذا أيضا يسمح لشركات التأمين أن تتحمل الجزء الخاص بها أيضا.

أعرف أن الأمر مازال جديدا و لكنه بداية لعصر جديد تقوم فيه الآلة بمهام العقل البشرى وعليه فإن التغيير والإضافات التى تتم فى التشريعات الحالية هى من الأمور المهمة واللازمة والضرورية ليس فقط فى حالة السيارات ذاتية القيادة ولكن فى كل الحالات التى يتم فيها استبدال العقل البشرى بتلك التطبيقات الحديثة.