إجازة مرضى

قام معهد ساردار للتكنولوجيا بالهند (Sardar Vallabhbhai National Institute of Technology) بتجربة على 630 شخصا للتعرف على من منهم مصاب بنزلة برد وذلك باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى لتحليل أصواتهم ومن خلالها يمكن التعرف على المصابين، والمدهش أن النتيجة أسفرت عن التعرف على 111 حالة إصابة بين العينة وذلك بنسبة دقة تصل إلى 70%.

التجربة تعتمد على التعرف على التغيرات فى الصوت Voice Pattern الناجمة عن الإصابة والتى توثر على الحنجرة والأحبال الصوتية والأنف ومخارج الحروف، بالطبع التجربة تمت فى إطار استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تشخيص الأمراض بدون طبيب وعن بعد أيضا إلا أن نجاح التجربة ولو بهذه النسبة إلا أن هذا يفتح المجال لاستخدامات أخرى لنفس التقنية منها على سيل المثال المكالمة التليفونية الصباحية التى يتلقاها المديرون حول العالم من مرؤوسيهم والتى يعتذرون فيها عن الذهاب إلى العمل بحجة الإصابة بنزلة برد عنيفة، بالطبع قد يتبادر إلى ذهن البعض بأنه يستطيع خداع هذا البرنامج بتصنع التعب وعدم القدرة على الكلام بوضوح أويشعر ببعض الراحة لأن نسبة نجاح التطبيق حتى الآن لا تتعدى الـ70% كما سبق الإشارة ولكن فى الحقيقة أن هذه التجربة ليست النهائية بل ربما تعتبر من التجارب الأولى لهذا الغرض وهويعنى أنه ببساطة سيحدث تطوير فى قدرات التطبيق فى المستقبل كما أنه يعتمد على تقنيات تعلم الآلة Machine Learning وهو ما سيساعد فى ظهور هذا التطور سريعا وهو ما قد يزيد نسب الصواب إلى أكثر من 90% أو ربما 95% فى القريب العاجل.

التجربة السابقة تفتح المجال مع غيرها من التجارب لتطبيقات أخرى تستطيع أن تستجلى الحقيقة وتتعرف عليها، فربما نجد تطبيقا يكتشف الإصابة بالصداع أو الإمساك أو أى آلام متنوعة فى الجسم بالإضافة إلى القياسات الأخرى الحيوية مثل مستوى السكر أو ضغط الدم وخلافه واعتقد أن بعضا من تلك النماذج موجودة بالفعل ربما على نطاق ضيق وربما ليست متاحة للجميع أو لم يتم ربطها بأنظمة العمل حتى الآن، فالغرض الأول هوالحفاظ على صحة الإنسان لذا فإن الملف الصحى هو الأولى بالعناية ولكن فى المستقبل القريب سيتم نقل هذه التقنيات للاستخدام فى مجالات أخرى كالدراسة والعمل وهنا نجد أن قدرات الإنسان على الخداع والمناورة ستتقلص كثيرا ولن تعتمد على مدى سذاجة أو طيبة من يتعامل معه بل ستعتمد على مدى مهارة واحترافية التطبيق الذى يواجهه.