السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفائزون والخاسرون فى رمضان

الفائزون والخاسرون فى رمضان

أيام قليلة وتنتهى أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. مرت أيام رمضان كلمح البصر وانتهى الشهر الكريم بنسماته العطرة واقترب الشهر على الرحيل.. فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر وداعًا لهذه الأيام الربانية، وداعًا يا عظيم القدر.. يا شهر القرآن والغفران.



انتهى شهر رمضان وكأنه أيام معدودة وتلك سنّة الحياة تمضى وتنتهى أيامها الجميلة بسرعة البرق.. نسأل الله العلى العظيم أن نخرج من رمضان وقد غفر الله لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر وأن تكون ساعات الصوم شافعة لنا يوم العرض على الله. 

قال صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ» وعن أبى هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ عمل ابن آدم له الحسنةُ بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ إلَّا الصِّيام فهو لى وأنا أجزى به، يَتْرُكُ الطَّعَامَ وَالشَهْوَة مِنْ أَجْلِي، وَيَتْرُكُ الشَّرَابَ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، فهو لى وأنا أجزى به». وقال صلى الله عليه وسلم: «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»؛.

فى شهر رمضان هذا العام رأينا قلوب المسلمين وأرواحهم تهفو إلى المساجد واقترب الناس من ربهم طوال أيام الشهر المبارك.. الكل يطلب الستر العظيم من رب العالمين خاصة فى العشر الأواخر منه ويا سعادة من تدركة ليلة القدر: قال الله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

تظل القاهرة بمساجدها العامرة وكنائسها مركزًا يشع نورًا ومحبة وتسامحًا وتلتقى الأعياد فتقبل على بعضها بالفرح والسعادة والسرور.. اليوم يحتفل الإخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد وغدًا يحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك وبينهما أعياد الربيع التى تحول هذا البلد الآمن إلى فصل من أجمل فصول العام.. تخضرّ الأشجار وتنبت الثمار وتفوح رائحة الفل من أشجار البرتقال فى هذا التوقيت من كل عام.

شهر رمضان انتهت أيامه ولكن نفحاته العطرة باقية طوال العام هى زاد المؤمن وزواده فى الأيام الصعبة التى تمر على الكثيرين من الناس فى كل أنحاء العالم.. خفّفوا من متاع الدنيا وعيشوا بالقليل، والحكمة من الصيام تتجلى فى الزهد والتقوى والورع فى كل شيء.. كل السعادة أن نخرج من أيام رمضان وقد فوزنا وانتعشت أرواحنا وصفت قلوبنا وطهرنا أنفسنا بعد هذه الجرعة الإيمانية الكبيرة طوال الشهر الكريم.

رمضان فرصة عظيمة أن تدوم الأخلاق الطيبة داخل المجتمع، بالأخلاق تنصلح الأحوال فى البلاد وتنعم الناس بالاستقرار والأمان وما أحوجنا إلى عودة الأخلاق الحميدة وخاصة عند الشباب فى هذا العصر الذى طغت فيه المادة وانساق الشباب وراء التقليد الأعمى من منصات التواصل والسوشيال ميديًا.. كل عام ومصرنا العزيزة بخير..  تحيا مصر.