الإثنين 8 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» تنتقد الصحافة اليومية

«روزاليوسف» تنتقد الصحافة اليومية

ذات يوم من أيام شتاء سنة 1927 بحملة صحفية كبيرة تقودها الصحف اليومية ضد المجلات الأسبوعية ومن ضمنها بطبيعة الحال روزاليوسف التى كان قد صدر منها حتى ذلك الوقت 69 عددًا بالتمام والكمال، وكانت لا تزال رغم توزيعها المرتفع تعانى أزمة مالية طاحنة!



وقررت روزاليوسف أن تتصدى لهذه الحملة بمقال نارى صدر فى عدد 24 فبراير بعنوان «حلال وحرام» كتبت فيه:

أصبحت الحملة على الصحف الأسبوعية والطعن الجارح فى الصحافة الأسبوعية مادة احتياطية تلجأ إليها الصحافة اليومية المحترمة كلما اشتدت برودة الجو السياسى وأعوزها ما تكتب فيه، يمد إليها يده محرر الصحيفة اليومية كلما أعيته الحيلة فيما يكتب ولم يسعفه مجلس النواب بجلسة مهمة يعلق على حدة ما دار فيها من مناقشة!

وتلقت الصحف الأسبوعية المقصودة بهذه الحملات المتكررة غضب الصحافة اليومية بعدم الاهتمام، ومضت فى سبيلها هازئة، ومن ثم لم تكن بنا حاجة لكى نتولى الدفاع عن زملاء ترفعوا عن الرد، ولكننا مع ذلك نريد اليوم أن نرسل كلمة إلى الصحافة اليومية.

كان يسر الصحافة الأسبوعية أن يكون فى مقدورها فى غير نفاق أو خبث أن تقف أمام شقيقتها الكبرى اليومية ومن فى لونها، موقف التلميذ المذنب يلتمس الصفح من مربيه الشيخ الوقور! ولو أن هذا الشيخ كان طاهر الذيل واليد والضمير لم تلوث سمعته ولم يتهم يوما بغرض أو مرض، ولكن يصعب جدًا على الصحافة الأسبوعية أن تستمع فى ذل وفى اعتراف بخطأ، وفى غير نفاق وخبث وضحك مكتوم إلى نصائح تلقى عليها من فوق منبر الصحف اليومية الناطقة بلسان الأحزاب المختلفة!

يصعب علينا ألا نضحك سخرية وعجبًا حينما نرى هذه الجرائد تمشط لحيتها وتتكلم عن فوضى «حرية الكتابة» وعن وجوب عدم التعرض للشخصيات المقدسة، وعن الخطر الذى يتهدد الأخلاق والأداب من جراء انتشار الصحف الأسبوعية!

وتمضى السيدة روزاليوسف تعدد ما تقوم به الصحافة اليومية قائلة:

لم تكتب الصحافة الأسبوعية يومًا عن سر زواج وزير من زوجته! ولم تنزل إحدى المجلات الأسبوعية على اختلاف نزعاتها وتباين ألوانها إلى التساؤل فى كثير من علامات التعجب والاستفهام عما إذا كان فلان باشا قد رزق أولاده قبل أو بعد عقد قرانه على زوجته! ولم تطلب يوما «وريقة» أسبوعية ما من أستاذ محام كبير أن يسمح لها بأن تضرب بعصاها موضع العفة من جسده!

ولم تكتف السيدة روزاليوسف بذلك بل مضت تقول:

وما لنا نذهب إلى الماضى نطلب حجتنا بين دفاتره وأمامنا الآن باب «فى المرآة» وفيه من غمز ولمز وتعريض وتجريح وكشف أسرار وفضائح كلها شخصية محضة!

حلال للصحف اليومية أن تكتب هذا وما هو شر من هذا بدافع الغيرة على الفضيلة والآداب العامة!

أما إذا كتبت صحيفة أسبوعية عن أخلاق ممثل أو ممثلة ونددت بسلوكها فما أضيق باب الفضيلة وقتئذ وما أضيق صدر الآداب العامة، وما أسرع ما يستحيل الحلال حراما!

وينادى أساتذتنا من كُتاب الصحافة اليومية بأن فى البلد فوضى صحفية تهدد الأخلاق والأداب العامة، نحن معكم فى أن هناك فوضى ونحن معكم فى أن بين المجلات الأسبوعية من خرجت عن حدود النقد المشروع، ولكن من العدل أن تعترفوا بأنكم أول من قرع طبول هذه الفوضى.

لقد كانت روزاليوسف تكتب دائمًا إنها مصرة على أن تحتفظ المجلة بكبريائها فلا تعرض التجريح لأحد ولا تنال بالشتائم من مخلوق!

ولم يكن الأستاذ محمد التابعى مقتنعًا برأى روزاليوسف! وللذكريات بقية!