الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النص مغشوش

النص مغشوش

المتابع لتطبيقات التواصل الاجتماعى خاصة تطبيق الفيس بوك، يستطيع أن يتعرف بسهولة– أو بصعوبة- على الحسابات الحقيقية ويميزها من الحسابات المزيفة Fake، والمقصود هنا بالحساب الحقيقى أى أنه الحساب الذى أنشاه شخص بنفسه ويقوم باستخدامه بصورة دورية سواء إن صاحب هذا الاستخدام نشاطًا مكثفا أو نشاطًا محدودًا، لا يهم ولكن الأهم أن يكون حقيقيًا وذلك ليمكن تفريقه عن الحسابات المزيفة، التى قد يتم عملها بواسطة أشخاص أو بواسطة برمجيات.



الإحصاءات تتحدث عن أن الشركة قامت بإغلاق نحو 1.5 مليار حساب مزيف فى الربع الثالث من عام 2022 ونحو 1.3 مليار حساب مزيف فى الربع الأخير من العام نفسه، وهذه الأرقام أراها كبيرة جدًا خاصة إذا علمنا أن إجمالى عدد المستخدمين النشطين فى حدود 3 مليارات حساب فمعنى هذا ببساطة أن حسابًا من كل 3 حاسبات تتفاعل معها هو حساب زائف.

الحسابات الزائفة تستخدم لعدة أغراض منها التجسس والتنصت على الحسابات وما يقوم المستخدمون بنشره معتقدين أن النشر للأصدقاء فقط ولا يعرفون أن بعضًا من هؤلاء الأصدقاء ليسوا أصدقاء على الإطلاق، كما قد يكون السبب اقتصاديًا تسويقيًا بحتًا من أجل إضفاء شهرة وقيمة وأهمية على منتج أو خدمة ما حيث يصل هذا الايحاء إلى المستخدمين الحقيقيين من خلال ملاحظتهم لأعداد المتفاعلين حيث لا يحدث كثيرًا أن يقوم أحد بالتدقيق فى التعرف على ملفات هؤلاء المستخدمين ويعتبرهم أشخاصًا حقيقيين يتمتعون بسلامة الرأى والموضوعية ويقومون بإسداء نصيحة مخلصة خالصة لوجه الله وللبشرية المعذبة لتنعم بهذا المنتج أو تلك الخدمة.

ولذلك فعندما تكون نسبة الزيف فى الحسابات مرتفعة كما سبق الإشارة، أضف إلى ذلك كم الخدع التى تتم فى الصور ومقاطع الفيديو والملفات الصوتية والمعروفة بالتزييف العميق Deep Fake بالإضافة إلى الشائعات والأخبار المغلوطة والتى يتم نشرها من خلال تلك الحسابات وتنتقل إلى الحسابات الحقيقية فيقوم المستخدمون بتداولها ونشرها بدون أن تمر على مناطق المنطق والتحليل فى العقول تمامًا مثلما ينتقل فيروس من حيوان إلى إنسان والذى يقوم بدوره بنقله إلى بشر آخرين.