إكس مالوش نهاية

تلك الجملة الشهيرة فى فيلم «عودة أخطر رجل فى العالم» للقدير فؤاد المهندس وإنتاج 1973 فى المشهد الأخير منه وبعد القبض على «مستر اكس» نرى سمير صبرى يسترخى بجوار أحد حمامات السباحة قائلا: «وهكذا أيها السادة بالقبض على إكس انتهى عهد الجريمة وعاد الهدوء إلى العالم» ثم ما يلبث أن ينظر إلى حرف الحمام حيث يجد طفلًا صغيرًا لديه شارب يشبه شارب مستر إكس وسوالف طويلة مثله أيضًا، يرتدى «مايوه» ثم يقترب منه فيصاب سمير صبرى ببعض التوتر والاضطراب قبل أن يتحدث إلى الطفل قائلًا: «أهلا، أنت اسمك إيه يا حبيبى؟» فيرد الطفل بكل قوة وثقة قائلًا: «إكس» ثم يركض فى اتجاه والدته المستلقاة على أحد الكراسى فتأخذه فى أحضانها ثم ما تلبث أن تواجه الكاميرا فنجد فؤاد المهندس يرتدى نظارة شمسية ويحدث الجمهور قائلًا: «إكس مالوش نهاية  X has no end»  ثم يطلق ضحكة متقطعة شريرة قبل أن تظهر على الشاشة كلمة النهاية. تذكرت هذا المشهد عندما طالعت الأخبار خلال الأيام الماضية والتى تشير إلى أن عملاق التكنولوجيا ايلون ماسك قد أعلن عن إنشاء شركة جديدة للذكاء الاصطناعى باسم X.AI لتنضم إلى باقى شركاته التى تبدأ أيضًا بنفس الحرف، فبعد شراء شركة تويتر تم دمجها فى شركة X Corp  وذلك تحت الشركة القابضة المسماة X Holding.

يأتى هذا الإعلان على الرغم من العريضة التى وقعها اليون و1300 من خبراء التكنولوجيا مطالبين بالتوقف عن تطوير أى منظومة للذكاء الاصطناعى لمدة ستة أشهر على الأقل وذلك من أجل وضع قواعد وأطر ومحددات لضمان عدم تحول هذا الفرع من العلوم وتطبيقاتها إلى أداة لهدم البشرية أو إصابتها بالتعاسة والفوضى وربما الفناء.

هل يبدو الأمر متعارضا؟ ربما يكون كذلك وربما سيؤدى إلى وضع الأمر فى سياق آمن ومفيد للبشرية، لا أحد يدرى على وجه التحديد فعلى الرغم من الدعاوى البراقة والبريئة فإن هذا الفرع من العلوم التطبيقية سيكون هو الدجاجة التى تبيض كل لحظة بيضة من الماس، ولا يمكن- على وجه التحديد- التوقع لشكل البشرية خلال السنوات القليلة المقبلة ولكن وفى جميع الأحوال يجب على مراكز الأبحاث والشركات والحكومات أن تحذر وأن تضع سيناريوهات للمستقبل فى ظل الذكاء الاصطناعى وألا تنتظر لترى النتائج ثم تتحرك فربما يكون الأوان قد فات ولا يستطيع أحد أن ينجو من العواقب.