الذكاء الاصطناعى وإدارة المؤسسات
منذ عدة أيام أصدر مركز بيو للأبحاث Pew Research Center نتائج استطلاع للرأى أجراه على 11 ألفًا من العاملين فى المؤسسات والشركات الأمريكية عن مدى اعتقادهم فى تاثير تقنيات الذكاء الاصطناعى على مستقبل الأعمال وإدارتها وكذا أيضًا قواعد التقييم والتعيين والاستغناء؛ وهو ما أظهر أن نحو 62% من المبحوثين يعتقدون أنه سيكون له تأثير كبير عليهم خلال العشرين عامًا المقبلة، فتقنيات مثل ChatGpt وغيرها ستكون لديها القدرة على تقييم المتقدمين لوظيفة ما من خلال مقارنة السير الذتية لهم، كما أن أنظمة الذكاء الاصطناعى ستكون لديها القدرة على تقييم العاملين تقييمًا دقيقًا من خلال أدوات كثيرة، فعلى سبيل المثال ستستطيع تلك الأدوات قياس زمن استخدام الحاسب الآلى من قبل الموظفين وصولًا إلى حصر عدد مرات الضغط على لوحة المفاتيح ومقارنة ذلك بالناتج النهائى المطلوب منهم سواء أكان إعداد خطاب أو مذكرة عرض أو محضر اجتماع أو عرض تقديمى أو برنامج للحاسب، كما يمكن وضع كاميرات مراقبة تعمل بالتقنية ذاتها تستطيع رصد حركة الموظفين فى أماكن العمل المختلفة ومنها على سبيل المثال المخازن ونوافذ خدمة العملاء وغيرها، وتستطيع من خلال الرصد الدقيق والتحليل الوصول إلى تقييم دقيق للأداء أيضًا.
هذا التخوف يضاف إلى التخوفات السابقة الخاصة بوظائف المستقبل وكيف أن هذه الأنظمة تحل محل عدد من الوظائف الحالية بالفعل مثل: خدمة العملاء والسكرتارية والمبرمجين والمحاسبين والمحامين وغيرهم، ولكن هذا الاعتقاد يختلف عن الرأى حول أمر القبول أو الرفض لهذه التقنية، حيث نجد أن أكثر من 70% من العاملين يعترضون على استخدام تلك التقنية فى التعيين أو الاستغناء عن الموظفين؛ معتبرين أنها قد تحتوى على بعض الانحيازات هذا بالإضافة إلى أنها تفتقر إلى الجانب الإنسانى تمامًا.
ولكن على الجانب الآخر يرى نحو 47% من المبحوثين أن تلك الأنظمة ستكون أكثر كفاءة فى عملية التقييم للمتقدمين للوظائف من نظيراتها البشرية الحالية ولا تزيد نسبة من يعتقدون أنها أسوأ على 15% من العينة، وإن كان اعتقادهم بأنها ستؤثر فيهم بنسبة 62% كما سبقت الإشارة، فإنهم يعتقدون أنها ستؤثر فى الاقتصاد الامريكى بنسبة 56% وستؤثر فيهم بصورة شخصية بنسبة 28%، أما من يعتقد أن هذ التاثير سيكون إيجابيًا وأفضل من الطرق التقليدية على العاملين فلا يزيد على 13% وعلى الاقتصاد لا يزيد على 19%؛ فى حين أن ثلث المبحوثين يرون أن نتيجة استخدام تلك التقنيات سيتساوى مع الطرق التقليدية عليهم وعلى الاقتصاد وذلك فى حدود 30% وفى جميع الأحوال كل أو أغلب تلك التقنيات لم يتم استخدامها بعد؛ حيث إن هذا الاستطلاع تم فى شهر ديسمبر من العام الماضى بعد ظهور تطبيق الـ ChatGpt بأسبوعين على الأكثر ولكن هذا لا يمنع أن المستقبل سيحمل الكثير من المفاجآت فى هذا المجال، ويكفى للدلالة على هذا نتائج هذا الاستطلاع الذى اعتبره مجرد بداية؛ فإن القيام به بصورة دورية سيجعل الحقيقة أكثر وضوحًا ومستقبل الأعمال أيضًا.
