الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكرة للجماهير.. والشكر للجميع

الكرة للجماهير.. والشكر للجميع

> منذ أن دخلت عالم المتابعة للرياضة.. ومن خلال دراسة معمقة لعناصر لعبة كرة القدم تحديدًا تأكدت أن جماهير كرة القدم هم العنصر الأهم بين عناصر اللعبة.



كل عناصر اللعبة من لاعبين.. أطقم تدريب.. أطباء.. إداريين.. حكام وغيرهم يحصلون على أموال مقابل اللعب والمشاركة كرواتب وحوافز ومكافآت.

وربنا سبحانه وتعالى يزيد من رزقهم ويبارك فيهم ولهم.

> مع دخول الاحتراف.. تراجعت العواطف والمشاعر.. ومع تداول كلمة «أنا محترف» سواء الانضمام.. الانتقال من ناد للعب لآخر.. تغيرت المعادلة وتراجع أو تكاد تغيرت من اللعب من أجل الـ«تى شيرت» واللون إلى اللعب لمن يدفع أكثر.. تبدلت الشعارات من أنا منتم إلى أنا محترف مع مرور السنين.. أصبحنا نشاهد مدير الكرة الذى يتعامل مع المنصب على أساس الراتب وقيمته.. المدرب واللاعب.

اختفت من قاموس لعبة كرة القدم مصطلحات مثل.. «أنا ابن النادى».. واختفت أيضا كلمات من نوع.. التضحية من أجل الـ«تى شيرت» والولاء للجماهير.

فى زمن الاحتراف.. وخاصة بين نجوم صغار السن من فى منتصف عُمّر اللعب.

أنا محترف.. حكم.. ومدرب.. ولاعب.. حتى شركات الدعاية.. والرعاية.. والإعلانات يحركها مؤشر المصالح ومقدار العوائد المالية.

>> ويبقى فى مشهد الاحتراف.. لكل عناصر لعبة كرة القدم.. عنصر واحد فقط لم يخن قواعده أو قوانينه إنهم المرابطون على قواعد العطاء.

>> الملتزمون بقسمهم على «الحلوة والمُرة» ومبادئهم فى تحديد وظيفتهم «تشجيع».. «تأييد».. «حماس» اللاعبين والفريق وصناعة الإضافة.. وما يلزم من أجل خلق حماس وبيئة تحفيز للفريق.

جماهير الكرة فى بلدنا.. رفضوا الاحتراف.. أو دخول البيزنس للمدرجات أو استخدامهم كأدوات دعاية وإعلان للشركات التى تحاول استغلال وجود الألوف فى المدرجات من المشجعين.

> جماهير الكرة العنصر الوحيد الذى يدفع من جيبه الأموال من أجل هدف معنوى «مساندة الفريق».. ودفعه لتحقيق الانتصار.

يعلم الله سبحانه وتعالى أن معظم جماهير الكرة المصرية من المتعصبين لفريقهم أو عشاقه.. لا يملكون ثمن تذكرة المباراة أو قيمة تذكرة سفر خلف الفريق إلى المحافظات.. أو للخارج.

لقد حكى لى أحد الجماهير الأهلوية أن أحد عشاق الأهلى يعمل بائع خضار.. من أجل السفر خلف ناديه للمغرب.. اشترى تليفون بالقسط.. وحرقه فى بيع كاش وخسر 30٪ من ثمنه.. من أجل أن يحصل على أموال سائلة لشراء تذكرة سفر للمغرب.

تعالوا نتفق أن 50٪ من جماهير الكرة من المتعصبين بسطاء ماليا.. وشريحة كبيرة طلبة يحصل فيها الطالب على مصروف جيب من أسرته ولأن الحالة الاقتصادية صعبة وضربت الجميع.

إذ زادت نسبة البسطاء بين جماهير الكرة والمجتمع بشكل عام.. وأن الحصول على تذكرة وقيمتها أمر لم يعد سهلا.

عاوز أقول:

1- جماهير الكرة هم الفئة الوحيدة بين عناصر اللعبة والتى تدفع مقدما مقابل حبها وعشقها لناديها.

2- هى الوحيدة الملتزمة بقيم وأخلاق المؤسسين للعبة بشكل عام.. الهواة.. المنتمين.. عشاق لون الـ«تى شيرت».

هم على عهدهم.. لا يعترفون بالبيع ولا بالشراء ولا تبديل القناعات يعنى الأهلاوى مازال.. والزملكاوى مازال.. ومشجع المصرى والإسماعيلى والاتحاد.. مازالوا.. على العهد و القسم.

3- أنحاز لجماهير الأندية.. مقتنع بيهم وسلوكهم وحماسهم.. وتشجيعهم.. مقدر ما يبذلوه من جهد وأموال برضا تام بهدف انتصار ناديهم.

4- سعيد جدا بأن إيمانى بضرورة عودة الجماهير للمدرجات ورهانى على أنهم الاكثر حرصا على سلامة البلد واستقراره وتقدمه وأمنه لذا كنت ومازالت وسأظل مدافعا عنه.. متحمسا لدوره مؤمنا بما تقدمه من خدمات للنادى وللبلد.

تلك الجماهير التى هزمت كل التحديات التى عاشها المجتمع والأهم نجحت فى دفعنا جميعا لرفع علم مصر فى الشوارع وفوق السيارات وعلى شرفات المنازل.. عندما شجعت وصنعت مع الفرق والمنتخبات الانتصارات ونزلت الشارع لتحتفل وسدت الشوارع.. وكان فى رفع العلم كثقافة رسالة لكل المصريين.

من جماهير الكرة شجعوا بلدنا لتنتصر فى الملاعب والمصانع وغيرهم احتفلوا ورفعوا علمها ليراه العالم.. ليدرك أننا شعب لا ينكسر ولا يستسلم وقادر على التفاعل والتكاتف والانتصار.

الحكاية هنا أن جماهير الكرة الواعية تقدم لنا الدروس فى المدرجات وغيرها.

شكرا للدولة المصرية.

لوزارة الداخلية..

لوزارة الشباب والرياضة.. اتحاد الكرة.

انحيازهم لرؤيتى.. مدرجات بدون جمهور أشبه بسرادق عزاء.. عودة الجماهير للمدرجات والأهلى.

بداية.. وقبلها المنتخب.. أمر فى غاية الأهمية..

سأظل أهتف.. الكرة للجماهير.. وليس غيرهم.