الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإمام الحسن البصرى

الإمام الحسن البصرى

هو أبو سعيد بن أبى الحسن يسار البصرى فهو الإمام والواعظ والقاضى ويعتبر واحدًا من الشخصيات الأكثر أهمية فى صدر الإسلام. ولد فى المدينة المنورة عام (21هـ -642م) وكانت والدته خادمة لأم سلمة أم المؤمنين، زوجة النبى، صلى الله عليه وسلم، فكان وهو صغير تخرجه أمه إلى الصحابة فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، قال: «اللهم فقهه فى الدين وحببه إلى الناس». نشأ الحسن فى الحجاز بين الصحابة، فتعلم منهم، وروى عنهم، وحضر الجمعة مع عثمان بن عفان وسمعه يخطب، وشهد يوم استشهاده، وكان عمره أربع عشرة سنة. وفى سنة 37هـ انتقل إلى البصرة، وتعلم الفقه، والحديث، واللغة العربية على يد عدد كبير من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يقيمون فى البصرة فى ذلك الوقت، وأصبح المعلم لتلاوة القرآن الكريم وفى تقديم المواعظ والخطب، ولعبت خطب الحسن الدينية جزءًا لا يتجزأ فى تأكيد مكانته كواحد من أبرز العلماء فى تلك الحقبة.



كما أنه كان مقاتلًا شجاعًا وشارك فى الكثير من الحملات التى أدت إلى الفتح الإسلامى لشرق إيران، وبعد رجوعه من ميدان القتال استقر فى البصرة حيث أصبح أشهر علماء عصره ومفتيها، وفى السنوات 684-704م تميزت فترة نشاطه بالوعظ العظيم حتى وفاته. عاش الحسن الجزء الأكبر من حياته فى دولة بنى أمية، وكان له موقف إيجابى على الأحداث السياسية، وخاصة ما جرّ إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أى ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، وكان يرى أن الخروج يؤدى إلى الفوضى والاضطراب، وفوضى ساعة يرتكب فيها من المظالم ما لا يرتكب فى استبداد سنين، ويؤدى الخروج إلى طمع الأعداء فى المسلمين. ويعتبر الحسن أن عدو الإسلام لم يكن الكافر ولكنه المنافق. كما كان الحسن البصرى صديقًا مقربًا من الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز وكان يعاونه فى بعض الشئون المتعلقة بإدارة الدولة الإسلامية، وعينه قاضيًا للبصرة ولقبه عمر بن عبدالعزيز بسيد التابعين حيث قال: «لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين». ومن أقواله المأثورة أن الخليفة – عمر بن عبدالعزيز كتب إلى الحسن البصرى، يقول: «أما بعد وصلك كتابى هذا فاكتب لى موعظة وأوجز فرد عليه الحسن قائلًا: أما بعد اعص هواك ، والسلام.

كان الحسن البصرى حسن الصورة، بهى الطلعة، عظيم الهيبة، وقال عنه الغزالى: «وكان الحسن البصرى أشبه الناس كلامًا بكلام الأنبياء، وأقربهم هديا من الصحابة، وكان غاية فى الفصاحة، تتصبب الحكمة من فمه». أما السيدة عائشة رضى الله عنها عندما سمعته يتكلم قالت: (من هذا الذى يتكلم بكلام الصديقين؟). توفى الحسن البصرى فى الأول من رجب 110 للهجرة 728 م وعاش ثمانى وثمانين سنة ويقع مرقده فى البصرة..