الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محركات البحث الذكية

محركات البحث الذكية

مع ظهور شبكة الإنترنت وزيادة عدد المواقع الإلكترونية والمواد الرقمية المختلفة، ظهرت الحاجة إلى وجود آلية تمكن المستخدمين من البحث فى محتوى تلك المواقع دون الدخول إلى كل موقع على حدة والتجول داخله وهى الوظيفة التى تقوم بها محركات البحث Search Engines، والحقيقة أن هذه الوظيفة تم التطرق إليها منذ بدء استخدام الحواسب الآلية أى قبل ظهور شبكة الإنترنت بعقود، ولكن يمكن اعتبار أن محرك البحث «ارشى» Archie   والذى ظهر فى بداية التسعينيات من القرن الماضى هو البداية الحقيقية والتى لم تستمر كثيرًا, فمع ظهور المواقع الإلكترونية بصورتها المعروفة مكونة لشبكة الويب WWW، ظهر أول محرك بحث باسم W3Catalog وتحديدًا فى سبتمبر من العام 1993 أى قبل ثلاثين عامًا, واستمرت محركات البحث فى التطور منذ ذلك الحين بصورة متسارعة كان من أشهرها yahoo، ثم محرك البحث الأشهر google  والذى تميز عن سابقيه بقدرته الفائقة على تقديم نتائج بحث أكثر دقة وأقرب للمطلوب حتى أن أغلب المستخدمين يكتفون بالصفحة الأولى من نتائج البحث والتى تحتوى على 8 نتائج فقط بالرغم من أن إجمالى نتائج عملية البحث قد تصل إلى عشرات الآلاف من المواقع، وذلك نتيجة للمنهجية والبرمجة المتقدمة ذات الخوارزميات الذكية التى تستطيع تقديم الأفضل والأقرب للمطلوب وتضعه فى المقدمة، هذا بالإضافة إلى القدرة على تقديم نتائج البحث بصور مختلفة من مواقع وصور ومقاطع فيديو وملفات ذات امتدادات مختلفة.



استمر الأمر والسيادة لـgoogle حتى علت الموجة الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى وتطبيقات معالجة النصوص مثل ChatGPT فى الظهور وبالرغم من أن google  وخوارزمياته تعمل بالفعل من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى إلا أن تطبيقات معالجة النصوص الجديدة أخذت محركات البحث إلى منطقة جديدة وأسلوب مختلف فى تقديم النتائج، فلن تكون نهاية مهمة تلك المحركات متوقفة عند اقتراح مواقع أو ملفات مصورة أو متحركة فقط، بل وصل الأمر إلى دمج المحتوى الموجود فى عدد منها معًا وإخراجها فى الصورة النهائية التى يرغبها المستخدم وهو ما دفع محركات البحث الشهيرة إلى التحالف مع تلك التقنية البازعة والإعلان عن دمجها فى المحركات التقليدية وهو ما قامت به google  و Bing و you وSearcholic  وغيرها الكثير حيث ما تزال المعركة قائمة والصراع على أشده بين كل تلك المحركات من أجل اجتذاب المستخدمين والسيطرة على مستقبل البحث على شبكة الإنترنت فى ثوبه الجديد والذى ما تزال ملامحه آخذه فى التشكل حتى كتابة هذه السطور.