السبت 30 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

آخرها أهداف التنمية المستدامة..

هايدى تحول شخصيات القصص إلى عرائس لتوعية الأطفال

فى غرفة أشبه بالعالم المضيء، تتزين بكرات خيوط الصوف بألوانها الزاهية، والكثير من صور الدمى المترامية على الجدران بعفوية، وفى الزاوية طاولة خشبية عليها بعض مجسمات الدُمى كشاهد على نجاحات صاحبة هذه الفكرة.



فى هذا العالم الصغير تقضى هايدى محسن (33 عامًا) ساعات طويلة بين الأشياء التى تحبها وبيدها سنارة خشبية لتحيك أجمل الدمى وتُحول الشخصيات إلى عرائس من الأميجرومى.

تتقن هايدى التطريز بأشكاله، وعملت فى الصوف والكروشيه، والأشغال اليدوية وصولاً إلى فن الأميجرومي، إذ حرصت على تنمية موهبتها فى تصميم العرائس بتلقى دروات تدريبية متخصصة فى الرسم والتصميم، واختارت فن «الأميجرومى» للتوسع فيه.

كانت هايدى تريد ان تصمم عروسة لابنتها كلارا لتلعب بها، فعشقها للأطفال جعلها تتجه إلى تصميم عرائس من الكروشيه لهم بأشكال وشخصيات مختلفة لإدخال السعادة على قلوبهم، ولم يمنعها عملها كمعلة رياض أطفال فى أن تمارس هوايتها التى تحبها. 

تخرجت هايدى في كلية آداب قسم اجتماع وحصلت على دبلومة تربوى، واقتحمت مجال صناعة الدمى أو فن الأميجرومى منذ عام 2017، إذ تقول «حصلت على كورسات لمدة عامين فى الرسم والكروشيه والتريكو، وواجهت بعض الصعاب كغلاء أسعار الخامات، التى غالباً تكون مستوردة، وركزت على تصميم الشخصيات الكرتونية كما أصمم شخصيات تشبه أصحابها».

مع الوقت ولأنها فى الأساس مدرسة رياض أطفال أصبح هدفها الأكبر هم فئة الأطفال فاتجهت إلى تصميم عرائس لشخصيات من كتب الأطفال تستخدم فى ورش الحكي، مثل ريهام من سلسلة قصص ريهام وحروف الكلام، والتى تعلم الأطفال اللغة العربية ومفردات الكلام والأمثال، وكذلك شخصيات حياة و كريمة من مبادرة حياة كريمة، وقد طلبتهم منها الكاتبة سماح أبو بكر عزت لأنها تعمل بهم ورش حكى للأطفال، وكذلك سليم من سلسلة قصص «كلام سليم» والذى يوعى الأطفال بكيفية الحفاظ على أجسامهم، وأن لكل طفل حدودا لا يجب أن يتعداها أو يلمسها أحد. 

تصميم العروسة الواحدة يأخذ أكثر من نوع خيط وتكون مدعمة من الداخل بهيكل سلك حتى تتحرك كما أنها بالطبع آمنة جدا على الأطفال، ويستغرق تصميم العروسة الواحدة من أسبوع إلى 15 يوما تقريباً، وتتفاوت أحجام العرائس  مابين 17 سم وحتى 30 سم.

ويبدو أن هايدى نقلت لابنتها كلارا حب الفن والألوان، فأصبحت تساعدها برسم الشخصيات لها واختيار الألوان، ويراودها حلم باستمرار بافتتاح جاليرى خاص بمشغولاتها الفنية، وتواصل العمل جاهدة لتصميم كل ما هو جديد.

ومؤخراً، تعاون المعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة مع الفنانة هايدى محسن لتحويل بطلى سلسلة قصص صلاح وأمنية والتى أطلقها المعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة إلى دميتين للاستعانة بهما فى أثناء ورش العمل التى يعقدها المعهد للأطفال لتعريفهم وتوعيتهم بالأهداف الأممية السابعة عشرة للتنمية المستدامة، والتى تتمثل فى القضاء على الفقر، والجوع ، والصحة الجيدة ، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والمياه النظيفة والنظافة الصحية، طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، العمل اللائق ونمو الاقتصاد، الصناعة والابتكار، الحد من أوجه عدم المساواة، مدن ومجتمعات محلية مستدامة، الاستهلاك والعمل المناخي، الحياة تحت الماء، الحياة فى البر، السلام والعدل والمؤسسات القوية، وأخيراً عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.