الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى: مصر حريصة على استعادة الاستقرار بالسودان والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق

قمة «مصرية ـ نمساوية» بقصر الاتحادية

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بقصر الاتحادية، كارل نيهامر، المستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا، حيث قال المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائى المشترك بين البلدين، من بينها مجالات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة، فضلاً عن مناقشة الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها الأوضاع فى السودان والقضية الفلسطينية وملف سد النهضة، بالإضافة للأزمة الروسية الأوكرانية والأزمات العالمية لغلاء المعيشة والغذاء والطاقة، بجانب التباحث حول سبل تعزيز التعاون فى مجالى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وجهود مصر المقدرة فى هذا الصدد.



 

كما سلم مستشار النمسا، الرئيس السيسى، دعوة رسمية لزيارة النمسا، لمواصلة تعزيز ودفع العلاقات المتميزة بين الدولتين على مختلف الأصعدة، حيث رحب الرئيس بتلبية الدعوة فى موعد يتم تحديده عبر القنوات الدبلوماسية.

وعقب المباحثات، عُقد مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين، حيث ألقى الرئيس السيسى كلمة  رحب فيها بالمستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا كارل نيهامر، وبالوفد المرافق له، فى زيارته الرسمية الأولى لمصر، معرباً عن خالص تقدير مصر، واعتزازها بالعلاقات الودية الطيبة، التى تجمعها بالنمسا وهى علاقات، طالما قامت على مبادئ الاحترام المتبادل، والسعى المخلص لمد جسور الصداقة، والالتزام المشترك، بتطوير روابطنا السياسية والاقتصادية والثقافية. 

وأضاف: «سعدت بعقد مباحثات مثمرة وبناءة، مع المستشار عكست حرص البلدين واهتمامهما، ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون فى عدد من القطاعات المهمة، على رأسها قطاعات النقل والتصنيـــــــــــــع والطاقـــــــــــــــــــــة المتجــــــــــــــــــددة، وتستهدف تحقيق زيادة ملموسة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين، وجذب المزيد مــــن الاســــتثمارات النمســــــاوية لمصـــــــر التى تعد تقليديًا، أحد أهم شركاء النمسا تجاريا واستثماريا، فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وهى مكانة تعتز بها مصر، واتفقت مع المستشار، على أن نعمل معا خلال الفترة المقبلة، على ترسيخها وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين».

وتابع:» لقد كان لقائى بالمستشار «نيهامر»، فرصة جيدة، للتشاور والتنسيق، بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا، حيث تلاقت رؤانا، على أهمية هذا التشاور المثمر، والتنسيق المستمر بيننا كشركاء وأصدقاء، للتعامل مع التحديات العديدة وغير المسبوقة، التى تواجه المجتمع الدولى»، مضيفًا: «ولقد تناولنا فى هذا السياق، استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين، واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا، وهى التداعيات التى عانت منها - ولا تزال - الدول الأقل نموًا، وبما أضاف للأعباء الصعبة التى تتحملها، لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادى والتنمية المستدامة، ولقد أوضحت للمستشار «نيهامر»، أن مصر- من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين - تواصل الدعوة فى اتصالاتها بكل أطراف الأزمة، لتغليب لغة الحوار، والتوصل لتسوية سلمية، لإنهاء الصراع فى أقرب فرصة». 

واستطرد:« حرصت كذلك خلال المباحثات، على استعراض رؤية مصر، إزاء عدد من الملفات الإقليمية المهمة والجهود التى تبذلها مصر، لمعالجة أسباب عدم الاستقرار فى إقليمنا، حيث تطرقنا إلى تطورات المشهد الليبى، والقضية الفلسطينية، وقضية «سد النهضة»، فضلًا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة فى السودان، مع تأكيد حرص مصر البالغ، على استعادة الاستقرار هناك، والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق»، متابعًا:« لقد استمعت باهتمام، لرؤية المستشار «نيهامر»، للتحدى المشترك الذى تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واتفقنا معا، على تكثيف الحوار بين بلدينا، للتوصل لإطار مستقبلى للتعاون بيننا فى ملف الهجرة، من منظور شامل، يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية، كما أوضحت فى هذا السياق، حجم الجهود المصرية فى استضافة «9» ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر، ويتمتعون بكل الخدمات الأساسية، المتاحة للمواطنين المصريين، دون تمييز أو تفرقة.  وأردف:« وفى إطار حوارنا المنفتح مع شركائنا، فقد حرصت على إطلاع المستشار «نيهامر»، على الخطوات الجادة والمستمرة، التى تتخذها الدولة المصرية، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، من منظور شامل ومقاربة متكاملة، تستهدف تمكين المواطن المصرى، من ممارسة كل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى كفلها الدستور المصرى وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسـان، التى تنفذها الدولة على عدة محاور، مؤكدًا استعداد مصر الدائم، للحوار والتعاون البناء مع شركائها، فيما يتعلق بهذا الملف المهم». وتابع: «أطلعت الجانب النمساوى، على النجاح الكبير الذى حققته مصر - حكومة وشعبا - فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية بتضحيات كبرى قدمها المصريون وبرؤية شاملة، تغطى كل أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة». 

وفى ختام كلمته قال الرئيس:» أرحب مجددا بكم، وبالوفد المرافق لكم ضيوفا أعزاء على الشعب المصرى وأعرب عن تطلعى، لأن تشهد الفترة القادمة، مزيدا من التعاون والتنسيق بين البلدين بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويرتقى بالعلاقات الثنائية بين بلدينا، لآفاق أرحب وأكثر تميزا».

فيما أكد مستشار النمسا، أن محادثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت مكثفة وثرية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين مصر والنمسا وثيقة وهناك تتعاون فى كل المجالات.

وأوضح مستشار النمسا، أن زيارته لمصر تستهدف التركيز على الجانب الاقتصادى وتوقيع المزيد من مذكرات التفاهم مع الشركات النمساوية، خاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية للنقل والرى والزراعة،  مؤكدًا أن مصر تعد «حجر راسخ» للاستقرار والأمن فى شمال إفريقيا.