سَبْعَةُ أبحر

يقول المولى عز وجل فى الآية 27 من سورة لقمان: بسم الله الرحمن الرحيم «وَلَوْ أَنَّمَا فِى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» صدق الله العظيم.

جاءت الاية للرد على كلام بعض المشركين وزعمهم بأن كلمات الله تنفد وفى تفسير آخر انها جاءت للرد على تفسير بعض المشركين أيضا للآية التى تقول «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» وهى التى تفسر بانه مهما أوتى الانسان من علم فانه قليل مقارنة بعلم الله وعليه نزلت الاية المشار اليها فى أول المقال للرد على كل هذه الافتراءات بتصور أن لو تحولت أشجار الارض جميعها إلى أقلام تكتب وتحول البحر إلى مداد -حبر- ومعه سبعة أبحر أخرى ما نفدت كلمات الله، وكلمات الله المقصود بها أقداره وصفاته وتصرفاته وشريعته وحكمه وإرادته، وفى تفسير آخر تنقسم كلمات الله إلى كلمات كونية والمقصود بها القوانين التى سنها الله عز وجل لهذا الوجود والقسم الثانى هى الكلمات الدينية وهى القوانين التى يخضع لها البشر فى تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم وما يكونون عليه من حال كالرفاهية والضيق والسعادة والشقاء والعز والذل والرقى والتاخر والقوة والضعف وكذا أيضا ما يصيبهم فى الاخرة من نعيم أو عذاب.

أما صفات هذه الكلمات فأولها انها لا حصر لها وأنها تتسم بالصدق والعدل والحق والعدل والثبات والعلو وذلك على عكس موقف غير المؤمنين منها والذى يصفها بالتبديل ويتناولها بالتحريف والتكذيب.

أما عن استخدام لفظ «سبعة أبحر» فيراها جمهور المفسرين أنها للدلالة على المبالغة فما يراها البعض القليل على أنها اشارة إلى السبعة ابحر المعروفة فى الحضارة السومرية قبل 2300 عام من ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام أو هى ما أشار إليها العرب فيما بعد وتحديدا فى القرن التاسع من عدد البحار فى الرحلة من بلاد العرب إلى الصين وهى الخليج العربى، خليج كمبات، خليج البنغال، مضيق ملقا، مضيق سنغافورة، خليج تايلاند، بحر الصين الجنوبى، أو السبعة بجار المعروفة فى الادب الاوروبى فى العصور الوسطى وهى البحر الابيض المتوسط، البحر الادرياتيكى، البحر الاسود، البحر الاحمر، بحر العرب، الخليج العربى، بحر قزوين، أو البحار السبعة المعروفة ابان عصر الاستعمار والتى تصل بين الصين وانجلترا وهم: بحر باندا، بحر سيليبس، بحر فلورس، بحر جاوة، بحر الصين الجنوبى، بحر سولو، بحر تيمور، او الاشارة فى العصر الحديث إلى اكبر سبعة مسطحات مائية فى العالم وهى: المحيط الهادى، المحيط الاطلسى، المحيط الهندى، المحيط الشمالى، البحر الابيض المتوسط، البحر الكاريبى، خليج المكسيك.

بالطبع وبعد استعراض السبعة ابحر المعروفة لدى البشر عبر العصور والتعريفات المختلفة والتى يتضح أنها تخلط أحيانا بين الخليج والبحر والمحيط، نعود إلى راى جمهور المفسرين بان «سبعة ابحر» المشار اليها فى الآية ما هى إلا للدلالة على الكثرة والله أعلى وأعلم.