الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مأمون الشناوى يرفض طلب أم كلثوم!

مأمون الشناوى يرفض طلب أم كلثوم!

كان الشاعر الغنائى الكبير «مأمون الشناوى» شديد الاعتزاز بكل كلمة يبدعها فى أغانيه، ولم يكن يقبل إطلاقًا تعديل أو تبديل كلمة حتى لو كان صاحب هذا الطلب سيدة الغناء العربى «أم كلثوم».



ويروى الكاتب الكبير الأستاذ مصطفى أمين تفاصيل هذه الحكاية فى مقاله «الشاعر الذى أحب مئة مرة» قائلًا: كانت أمنية مأمون أن تغنى أم كلثوم أغنية من كلماته، وذات يوم خفق قلب مأمون بشدة وتصور أنه الحب الخالد الذى سوف يعيش إلى الأبد وجلس وكتب أغنية «حبيب العمر»!

وأرسل الأغنية مع صديقه الموسيقار رياض السنباطى إلى أم كلثوم وقرأت أم كلثوم الأغنية وقالت: أريد أن أقابل مأمون!

وجاء مأمون وبدأت أم كلثوم تقرأ الأغنية وتتوقف عند بعض الكلمات وتقول: بس نغير الكلمة دى.. بس المعنى ده موش قوى!

وهز مأمون رأسه موافقًا على كل التعديلات المطلوبة ثم قال: بلاش الأغنية دى.. نعمل أغنية تانية!

وألحت عليه أم كلثوم أن يقوم بالتعديلات المقترحة!

وخرج من عند أم كلثوم وذهب إلى فريد الأطرش وقدم له أغنية «حبيب العمر» بلا تغيير ولا تبديل بل إنه أطلق على الفيلم الذى يعدّه اسم «حبيب العمر».

وحدث بعد ذلك أن التقى مأمون بأم كلثوم فى دار أخبار اليوم وسألته ألم ينظم أغنية جديدة فقال إنه ينظم قصيدة اسمها «الربيع» وطلبت منه أم كلثوم أن يمر عليها لتسمعها، وذهب مأمون واسمع الأغنية لأم كلثوم التى طلبت إجراء تعديلات فيها كعادتها.

وخرج مأمون من عندها إلى بيت «فريد الأطرش» وأعطاه أغنية الربيع التى نجحت نجاحًا هائلًا.

ويستعرض مصطفى أمين نماذج من أغانى مأمون الشناوى فيكتب قائلًا: هل سمعت أم كلثوم وهى تشدو: أحب تانى ليه؟ وأقول لقلبى إيه؟! هل سمعتها وهى تقول: كان لك معايا أجمل حكاية فى العمر كله سنين بحالها مفيش جمالها فى حب قبله!

هل سمعت فريد الاطرش يغنى: حبيب العمر حبيتك وأخلصت فى هواك عمرى!

هل سمعت الموسيقار عبدالوهاب وهو يغرد: أنت وعذولى وزمانى حرام عليك!

هل سمعت عبدالحليم حافظ وهو يطربك ويغنى أغنية: فى يوم من الايام كان لى قلب، ويا المحبة هام وياريت ما حب، قسوة حبايبى مغلبانى أوعى يا قلبى تحب تانى.. فى يوم من الأيام!

إن صاحب هذه الكلمات الرقيقة هو الشاعر مأمون الشناوى، وهو لم ينظم هذه الاغانى ليغنيها ملوك الطرب، وإنما نظمها ليعبر عن هواه وغرامه وعشقه وحبه لنساء كثيرات، كل أغنية منها هى قصته مع واحدة من هؤلاء الحبيبات المجهولات.

انتهت الحكاية التى رواها مصطفى أمين، لكن لم تنته أغانى العبقرى الكبير «مأمون الشناوى».