الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كيف نحافظ على ذكاء الإنسان؟

كيف نحافظ على ذكاء الإنسان؟

الطوفان الحالى الذى أحدثته تطبيقات الذكاء الاصطناعى وخاصة تطبيق معالجة النصوص الشهير Chatgpt على اعتبار أنه الأقرب إلى جميع مستخدمى شبكة الانترنت آثار العديد من المخاوف حول شكل المستقبل وأنماط التعلم والعمل وخلافه، فبالرغم من أن مبادئ الذكاء الاصطناعى ليست بالحديثة، ولكن كما أشرنا من قبل فإن الوفرة الحادثة فى حجم ونوعية البيانات فى المجالات المختلفة وتطور البرمجيات والقدرات الحسابية للحواسب الآلية أعطتنا نتائج مبهرة ونفس تلك النتائج يراها البعض مرعبة فى تاثيرها على مستقبل الإنسان المجرد.



ولنعود إلى ما قبل عصر الآلة عندما كان اعتماد الإنسان على قوته العضلية أو بعض الآلات البسيطة كالروافع أو بعض الحيوانات مثل البغال والحمير، هذه الاعتمادية لم تؤثر كثيرا على قدرات البشر العضلية مثلما جاء وحدث التاثير نتيجة استخدام الالات الميكانيكة المختلفة فى العصر الصناعى وعصر البخار، بالطبع كان ولا يزال لتلك الاستخدامات العديد والعديد من الفوائد، حيث مكنت الإنسان من أداء أعمال كان من المستحيل أداؤها بالأساليب اليدوية كما ساعدته أيضا فى قطع المسافات الكبيرة والسفر خلال فترات زمنية محدودة وهو ما جعل الاعتمادية على تلك الأدوات يصل إلى مراحل مرعبة، يكفى أن تقارن عدد الخطوات أو الأمتار التى يقطعها إنسان اليوم سيرا مقارنة بإنسان الأمس، فاليوم قد تنحصر الحركة داخل المنازل وأماكن العمل والقليل من الحركة من تلك الأماكن إلى الحافلات المختلفة من سيارة واتوبيس أو حتى توكتوك، وعليه فإن هذه الاعتمادية قد أضرت بالإنسان كثيرا فظهرت عليه مظاهر السمنة وقلة اللياقة البدنية وآلام العظام وخلافه وهو ما مهد لحملات بضرورة الاهتمام بالصحة الجسدية وضرورة ممارسة الرياضة، ومحاولة الاستغناء عن تلك الأدوات إلا للضرورة القصوى وهى محاولات ونداءات أراها لم تحقق الكثير من النجاح بالرغم من انتشارها ومن وضوح التأثيرات السلبية للاعتمادية على الأجهزة والآلات على أغلب مستخدميها.

أما عن المستقبل ومع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى كل المجالات فإن الاستبدال فى هذه الحالة لن يكون للقوة العضلية ولكن سيكون للعقل البشرى واستخدامه لقدراته المختلفة من استقبال وحفظ وتخزين ومقارنة وتدقيق وفهم وإعادة صياغة واتخاذ القرارات أو تكوين القناعات وأساليب وفلسفات الحياة، فهل سيحمل لنا المستقبل دعوات مماثلة بضرورة الاستغناء عن تلك الأنظمة على أن يكون استخدامها فى حالة الضرورة القصوى أم سيتم عمل دورات تدريبية لانعاش العقل وتقوية قدراته خوفا من الإضمحلال، أم سيتم النظر بصورة أعمق تعلى من قيمة العقل البشرى وتستطيع أن تبقيه على القمة أى أعلى من كل تلك الانظمة فيستطيع أن يعتبرها أحد الروافد التى تساعده فى القيام بمهامه التى خلقه الله من أجلها بكفاءة أكثر وفاعلية أكبر، مع استمرار قدرته على نقد ومقارنة كل ما يتلقاه، وعلى رأسها مخرجات تلك الأنظمة أم سيستسلم تمامًا ويفقد السمات الرئيسية لأحد أهم نعم الله عليه ألا وهى العقل... سنرى.