الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التعليم فى الصغر

التعليم فى الصغر

عبارة «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر» هى عبارة سليمة تمامًا حتى على الرغم من أن عصر المعلومات الذى نعيشه الآن لا يخلو من الجديد دائمًا، ولذلك فإن أى خريج من أى جامعة يجب ألا يكتفى بدراسته بل يجب عليه أن يطلع على الجديد فى مجاله وذلك طبقًا لسرعة ومعدلات هذا التغيير، ولا تعنى العبارة السابقة أن ما قمنا بدراسته خلال تلك الأعوام سيكون بلا فائدة تمامًا ولكن المقصود هو فتح الباب للمزيد من الإضافات فى المعارف المرتبطة والامتناع عن التحجر والانغلاق والاكتفاء بها.



هذا الأسلوب يقتضى تغيير أسلوب التعليم فى السنوات الأولى وهو ما يطلق عليه «تطوير التعليم» الذى لا يقتصر على المواد الدراسية ذاتها فقط بل والأهم من ذلك هو تغيير أنماط التعلم من الاعتماد على الحفظ والاسترجاع لتتحول تدريجيًا وطبقًا للسنة الدراسية إلى التعلم من خلال البحث وذلك لتنمية مهارات البحث والمقارنة والتقييم وتحديد الأهمية والأولوية وأخيرًا أسلوب العرض النهائى وهذا التغيير فى الأسلوب لم يعد رفاهية أو لمجرد اتباع الأساليب التعليمية الحديثة وحسب بل إنه سيتحول مع الوقت إلى ضرورة لا بديل عنها وذلك ببساطة لأن أسلوب توليد وتخزين وتقييم وعرض المعارف يتغير فالكتاب يتم استبداله بالكتاب الرقمى والموقع الإلكترونى والخريطة أو الأشكال البيانية يتم استبدالها بالصور أو مقاطع الفيديو المصورة هذا بالإضافة إلى المستجدات الأحدث مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعى واستخدام أساليب التعلم عن بعد، فمن كتاب ومدرسة ومعلم، إلى ملف رقمى ومؤتمر مرئى وتطبيق ذكى ومن تعلم فى أوقات محددة خلال اليوم وخلال العام إلى التعلم طول العام وعلى مدار الساعة.

يمكن أيضًا تصوير أساليب التعليم القديمة بأنها كانت تعطى الطالب «سمكة» بدلًا من أن تعلمه الصيد وعليه فإن أى نجاح فى الحياة العملية بعد التخرج لا يرتبط كثيرًا بالتفوق الدراسى بل على العكس فكثيرًا ما نرى طلبة متوسطى المستوى الدراسى وقد انطلقوا فى الحياة العملية بقوة وبنجاح.

أشعر بهذا الإحساس كلما سمعت أو قرأت كلمة «طحال» ذلك الجزء من جسم الإنسان الذى يساعد على مقاومة العدوى وتنقية الدم وذلك ببساطة لأننا لم ندرسه فى المرحلة الابتدائية بتوسع أو لم ندرسه على الإطلاق لا أتذكر بالضبط، مقارنة بباقى أعضاء جسم الإنسان، أمر مشابه أتذكره كلما قرأت سورة البينة وهى إحدى سور الجزء الأخير من القرآن الكريم «جزء عم»، ببساطة لأننا لم ندرسها فى مناهج التربية الدينية فى المرحلة الابتدائية أيضًا.