الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإمام الحسين

الإمام الحسين

سبط النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وحفيده، ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد فى المدينة، وأراد أبوه على بن أبى طالب أن يسميه حرباً، فسماه جده الحسين، وأذن له فى أذنه، ودعا له، وكان يقول عنه: «حسين منى وأنا منه أحب اللَّه من أحب حسينا». 



نشأ فى بيت النبوة بالمدينة ست سنوات وعدة أشهر، حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله، وذكر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحسن والحسين ابناى من أحبّهما أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني» ويقول أيضاً: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة» ووصّى النبى صلى الله عليه وسلم عليّاً رضى الله عنه برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، فقد قال له: أبا الريحانتين، اُوصيك بريحانتيَّ، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفى عهد أبى بكر وعمر، كان الحسين صغير السن فلم يشارك فى الفتوحات التى تمت أو أى أحداث أخرى، وعندما بلغ أشده كان يشبه جده النبى صلى الله عليه وسلم خلقاً وخُلقا، وكان مثالا للتدين فى التقى والورع، وكان كثير الصوم والصلاة يطلق يده بالكرم والصدقة، ويجالس المساكين، حجَّ خمساً وعشرين حجة ماشياً. 

وفى عهد عثمان شارك الحسين فى فتوحات افريقيا، وكذلك شارك فى فتح طبرستان على الساحل الجنوبى لبحر قزوين، كما أوَكَل والده إليه مهمة حراسة الخليفة عثمان، فى الفتنة التى أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان، فلم يغادر منزل عثمان إلا بعد أن تمكّن المتمردون من قتله.

وفى عهد والده أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، شارك وشقيقه فى معركة الجمل وصفين والنهروان، إلا أن والده لم يأذن لهما بمباشرة القتال، وبعد استشهاد والده وفى عهد أخيه الحسن بن على بن أبى طالب، كان الحسين عوناً لأخيه الحسن فى بيعته خليفةً للمسلمين سنة 660م عقب يومين من استشهاد والده، وأرسل الحسن إلى معاوية بن أبى سفيان للمبايعة والدخول فى الجماعة، لكنه رفض ذلك، فلم يجد الحسن أمامه من سبيل غير القتال، وتقارب الجيشان، ولكن هال الحسن أن يقتتل المسلمون، فكتب إلى معاوية يشترط شروطا للصلح، أبرزها أن ليس لمعاوية أن يعهد بالخلافة لأحد من بعده، وأن يكون الأمر من بعده شورى، ورضى معاوية، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية فى بيت المقدس سنة 41 ه.. وأطلق على ذلك العام عام الجماعة، بعد وفاة الحسن سنة 50هـ، استمر الحسين فى الحفاظ على عهد أخيه مع معاوية الذى نقض العهد وأخذ يمهد لبيعة ابنه يزيد للخلافة، وما إن توفى معاوية وبويع يزيد بالخلافة فى رجب سنة 60هـ/679م. رفض الحسين أن يبايعه ولم يقبل الحسين أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى إرث، ورحل إلى مكة فى جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهر، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم فى جيش متهيئ للوثوب على الأمويين فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله، ولما وصل الحسين إلى العراق، رأى الحسين تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه، واعترضهم الجيش الأموى فى كربلاء واتجه نحو الحسين جيش قوامه 30000 مقاتل فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع رأسه شمر بن ذى الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق، دفن جسده فى كربلاء. واختلف فى الموضع الذى دفن فيه الرأس حتى اليوم.