الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وعسى أن تكرهوا شيئًا (1)

وعسى أن تكرهوا شيئًا (1)

منذ عدة أيام أرسل لى أحد الأصدقاء الأعزاء رابطا لإحدى الصفحات على موقع الفيسبوك تتحدث عن ذكرى مرور 30 عاما على كارثة تحطم الطائرة التى كانت تقل أفضل لاعبى منتخب زامبيا لكرة القدم والتى حدثت تحديدًا يوم 27 إبريل من عام 1993.



المنشور تحدث عن أحد نجوم هذا الفريق – كالوشا بواليا- والذى اختلف مع المدرب الذى حرمه من المشاركة فى إحدى المباريات وكيف أنه تأثر كثيرًا وبكى بحرقة جراء هذا الاستبعاد وكيف أن الدنيا قد أظلمت فى وجهه وكيف أنه قد أصيب باكتئاب وحزن شديدين إلا أن الأمر كان يحمل له خيرًا كثيرًا، فالطائرة التى كانت تقل الفريق تحطمت ومات كل من كان عليها إلا أن نجاة اللاعب من هذا الموت المحقق فتح له المجال للتألق حتى وصل إلى أن أصبح مدربًا لمنتخب الشباب وقاد بلاده إلى نهائى أمم إفريقيا وأنه أصبح الآن وزيرًا للشباب والرياضة.

ينتهى المنشور بعبارات من عينة أن «الخيرة فيما اختاره الله» و«عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم» و«ما يمنع عنك الله شيئا وفيه خير لك»، وعند هذه النهاية ولأننى بالرغم من تذكرى لتلك الحادثة إلا أننى لا أتذكر أسماء اللاعبين ولا أسماء من نجا من الفريق أو أى تفاصيل أخرى ولذلك لجأت إلى شبكة الإنترنت للبحث عن المزيد من المعلومات على أمل أن تساعدنى فى كتابة مقال متكامل عن معنى الآية 216  من سورة البقرة ، بسم الله الرحمن الرحيم « كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» صدق الله العظيم.

وهنا وجدت أن الحقيقة مختلفة نوعًا ما، فاللاعب نجا بالفعل ولكن ليس للأسباب المذكورة فى المنشور ولكن ببساطة لأنه كان محترفًا فى فريق أيندهوفن الهولندى وهوما جعل مسار سفره مختلفًا ولم يلحق بالترتيبات المجمعة للفريق، كما أنه لم يحصل على أى منصب وزارى فى زامبيا ولكنه خدم كرئيس الاتحاد الزامبى لكرة القدم ثم يعمل حاليا كأحد أعضاء اللجان الاستشارية للاتحاد الدولى لكرة القدم FIFA.

وبغض النظر عن المغالطات فى القصة فهذا أمر قد اعتدت عليه من خلال مواقف أخرى سابقة، إلا أن القصة تعبر بصورة أو بأخرى عن هذا المعنى والذى نراه يتجسد فى سورة الكهف فى أحداث لقاء سيدنا موسى مع الخضر حين خرق سفينة وقتل صبيًا وأقام جدارًا وهى أمور رأها كليم الله بعلم الدنيا الظاهرى وفعلها الخضر امتثالًا لأمر الله بعد اطلاعه على العلم اللدنى.

ربما أعود مجددًا إلى معنى الآية بشقيها وذلك لأن وقائع الشر الظاهر والتى هى خير أو العكس كثيرة ومتعددة وتحدث كل لحظة ولكن القليل منا  يرصد أو يعتبر.