الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اشتعال المعارك بالسودان تزامنًا مع بدء أولى المحادثات بين الطرفين فى السعودية

اتجهت الأنظار أمس إلى مدينة جدة التى تحتضن مباحثات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بمبادرة سعودية أمريكية، ومثل  وفد الجيش ثلاثةُ ضباط وسفير، أما وفد الدعم فيمثله 3 ضباط فقط، فيما أكد الجيش السودانى أن وفده الذى غادر إلى جدة سيناقش التفاصيل الخاصة بالهدنة التى يجرى تجديدُها، بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية.



ورغم إعلان طرفى النزاع فى السودان، تمديد الهدنة لـ 72 ساعة، ورغم أن الهدوء ساد العاصمة لفترة، لكن ما لبثت الاشتباكات أن عادت، بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع. 

فى السياق نفسه، رحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطارى بمباحثات جدة التى تأتى ضمن المبادرة الأمريكية السعودية، وأعربت عن أملها فى أن تقود لوقف للقتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية بما يمهد الطريق لحل سلمى سياسى مستدام.

واعتبرت أن هذه المباحثات تشكل خطوةً أولى لوقف الانهيار المتسارع الذى شهده السودان منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضى، مشيرةً إلى أنها تأمل من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع قراراتٍ شجاعة تنتصر لصوت الحكمة، وتوقِف القتال، وتنهى المعاناة التى يعيشها الشعبُ جراء الحرب. 

وكان السفير دفع الله الحاج، مبعوثُ رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، قد شددعلى عدم قبول أى مقترحاتٍ لبحث موضوع المصالحة مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن أولوية الجيش تكمن فى حسم المعركة. 

كما أكد مبعوثُ البرهان أن الجيش قبِل المبادرة السعودية الأمريكية لمناقشة ومراقبةِ آلية الهدنة، مشيرا إلى أن وفد الجيش لن يلتقى فى جدة بشكل مباشر مع وفد الدعم السريع.

فيما أبدى برنامج الأغذية العالمى خشيته من أن يعانى 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة فى السودان بسبب النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأطلقت الأمم المتحدة من جانبها جرس إنذار بشأن الوضع الإنسانى، ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية «يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا فى الأمن الغذائى فى السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص. هذا سيرفع العدد الإجمالى إلى 19 مليونا فى الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة فى حال استمر النزاع الحالى».

على الرغم من الهدن المتتالية المعلنة، لا تتوقف المعارك فى الخرطوم، فالطرفان، وفق الخبراء، لم يسبق لهما خوض حرب شوارع فى عاصمة ولا يستطيع أحد منهما حسمها سريعا، وبالتالى، يتوقع أن تكون الحرب طويلة.

فى الخرطوم، لا يبدو أن هناك غلبة لأى من الفريقين، ولن يذهب أى منهما إلى التفاوض إلا إذا وجد نفسه فى موقع قوة على الأرض.

ويشير مركز «صوفان» للأبحاث الى أنه «مع إجلاء العديد من الأجانب بالفعل واستعداد آخرين لمغادرة السودان، يُحتمل أن يكون الطرفان يتحضّران لصراع بلا هوادة من أجل السيطرة على البلاد».

ويملك كل من الطرفين الأموال والمقاتلين لذلك.

وسبق أن أرسلا قواتهما لمحاربة المتمردين فى السودان، خلال حرب دارفور  التى اندلعت عام 2003، وفى اليمن، إلى جانب تحالف بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات.

أما الأسلحة، فبعد فترة حظر طويلة، تمكنوا من تنويع مصادرها.