الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحوار الوطنى وإخلاص النوايا

الحوار الوطنى وإخلاص النوايا

تابعت كما تابع الملايين من المصريين الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى الأسبوع الماضى.. الدعوة لهذا الحوار فى البداية كانت من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إفطار الأسرة المصرية منذ عام مضى.. كان الرئيس صادقًا فى دعوته فى هذا التوقيت ليجمع المصريين من كل طوائف وشرائح المجتمع على كلمة واحدة ومن أجل وضع خطوط عريضة لمستقبل الجمهورية الجديدة. 



فى هذا التوقيت بالغ الأهمية فى وطننا العزيز نحن جميعًا فى أمس الحاجة إلى حوار عقلانى نابع من ضمير وطنى خالص حتى النخاع.. جزء كبير ممن تمت دعوتهم إلى الحوار الوطنى وجوه معروفة جيدًا للمواطن المصرى.

الأهداف الرئيسية كما أعلنها المنسق العام لهذا الحوار تتلخص فى عدة بنود مهمة أولها: يتمثل فى تحديد أولويات العمل الوطنى فى عصر الجمهورية الجديدة ومناقشة كافة القضايا التى تخص المواطن المصرى ووضع الاستراتيجيات التى تريد تنفيذها الدولة لصالح المواطن حتى نضمن حياة كريمة للجميع. 

النخبة المصرية لم تعد مؤثرة فى التواصل وطرح رؤيتها للمواطن البسيط والناس ليست على وفاق مع معظم الأحزاب المصرية الموجودة على الساحة السياسية.. والمصريون أصبحت لديهم القدرة على التحليل والاستنباط والفرز ووضع الحلول لبعض المشاكل التى تواجههم فى حياتهم اليومية.

نحن فى أمس الحاجة إلى حوار يبدأ من القرى هناك فى الريف المصرى.. وينزل المثقفون وأصحاب الفكر إلى الشباب والسيدات والرجال والشيوخ يتحدثون معهم عن المشاكل التى تواجه معظم الطبقات الفقيرة فى هذه المجتمعات الصغيرة ويشرح أساتذة السياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والمفكرون والأدباء كيف كانت أحوال البلاد من ٢٠١١ حتى يومنا هذا فى مايو ٢٠٢٣ والموضوع ليس صعبًا.. كل قرية وكل عزبة وكل مركز وكل محافظة بها من أهل العلم والرأى والثقة ما يُمكن لهؤلاء جميعًا أن يصلوا إلى عقول وقلوب الناس فى هذه الفترة الحساسة.. وعلى هؤلاء المفكرين والساسة أن يشيروا إلى نماذج مختلفة من بلدان العالم فى الشرق والغرب كيف استطاعوا بالصبر والعمل والإخلاص ومحبة الوطن أن يخرجوا من عنق الزجاجة وتغيرت أحوالهم إلى الأفضل، وهناك نماذج لا حصر لها كانت تعانى من أبشع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونفضت غبار اليأس وأصبحت فى مقدمة الدول وتغير حال أهلها. 

ما أحوجنا إلى إخلاص النوايا والشعور بالمسئولية أن الجميع فى مركب واحد وأن مصر على الخريطة السياسية فى المنطقة تظهر وحدها باللون الأخضر ومعظم الدول من حولنا أصبحت باللون الأحمر.

المصريون فى أمس الحاجة إلى من يتحدث معهم ويحنو عليهم فى هذه الظروف الصعبة اقتصاديًا ولو نجح الحوار فى أن يصل إليهم بالعقل والمنطق وأن يوضح الظروف الكثيرة التى اجتمعت فى توقيت واحد ووصلتنا إلى هذا الوضع.. وأن من الممكن أن كل الأمور تتغير إلى الأفضل وتصبح ماضيًا كما قال الرئيس فى بعض جولاته الأخيرة وأن الظروف لا يمكن أن تستمر على هذا الوضع ولكنها تحتاج إلى تغيير بعض السياسات الاقتصادية واقتنع الناس أن ما يحدث عارض وقاعدة شاذة لا يقاس عليها الحال هذه الأيام.. فى هذه الحالة أعتقد أن الحوار الوطنى نجح باقتدار.

تحيا مصر..