الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
البيت الأبيض والذكاء الاصطناعى

البيت الأبيض والذكاء الاصطناعى

بعد عدة أيام من صدور خطاب من أحد المعاهد الأمريكية يدعى «معهد مستقبل الحياة» Future of Life Institute»، وذلك  بتوقيع أكثر من 1300 خبير من خبراء تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى ومنهم الملياردير الأمريكى الشهير إيلون ماسك، يناشد جميع الجهات والأفراد العاملين فى تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعى إلى التوقف لمدة ستة أشهر على الأقل لحين وضع بروتوكولات للسلامة دخل البيت الأبيض على الخط أيضًا حيث تم استدعاء عدد من رؤساء كبرى الشركات العاملة فى مجال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى إلى البيت الأبيض الخميس الماضى الموافق الرابع من مايو وذلك لإبلاغهم بضرورة حماية الجمهور من مخاطر الذكاء الاصطناعى.



يأتى هذا الاستدعاء بعد ستة أشهر فقط من صدور النسخة التجريبية من تطبيق معالجة النصوص الشهير والمسمى ChatGPT وقيام عدد آخر من الشركات بدمج تطبيقات مماثلة ـ أو تعمل بنفس التقنية ـ فى محركات البحث المتاحة لها على شبكة الإنترنت مثل تطبيق Bing  من شركة مايكروسوفت وتطبيق bard من محرك البحث العملاق جوجل.

جاء فى بيان البيت الأبيض على لسان  كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن الإدارة الأمريكية منفتحة على هذا المجال وترى أن له العديد من الجوانب الإيجابية لتحسين جودة الحياة إلا أن على الجميع وعلى رأسهم شركات التكنولوجيا الانتباه لتلافى الآثار السلبية المحتملة وأن عليهم مسئولية أخلاقية ومعنوية وقانونية لضمان جودة منتجاتهم كما أن الإدارة الأمريكية منفتحة على تقديم لوائح وتشريعات جديدة لتغطية مجالات الذكاء الاصطناعى، ولم يتوقف الأمر عند مجرد اجتماع يعقبه تصريحات بل أعلنت أيضا عن قيام البيت الأبيض بتوفير استثمار بقيمة 140 مليون دولار وذلك من خلال مؤسسة العلوم الوطنية لإطلاق سبعة معاهد بحثية جديدة للذكاء الاصطناعى.

والحقيقة أن المخاوف كثيرة ومتعددة منها ما هو متوقع من مساهمة زيادة الاعتمادية على تلك التطبيقات فى المستقبل من تراجع فى القدرات العقلية والتحليلية للإنسان بالإضافة إلى عدم التشجيع على الإبداع البشرى وكذا أيضا القضايا المرتبطة بسرقة واقتباس الأبحاث العلمية والأعمال الإبداعية أو المساهمة فى نشر الأخبار الكاذبة والمضللة أو الاستخدام فى شن هجمات سيبرانية متطورة، بالإضافة إلى انتهاء قوانين النشر وحقوق المؤلفين والمبدعين وتفاقم حالات النصب والاحتيال من خلال تقنية استنساخ الأصوات والصور وتوليد مقاطع مصورة مفبركة بالكامل والتأثير على شكل الوظائف فى المستقبل وما تشمله من توقع موجات كبيرة للاستغناء عن البشر فى عدة وظائف واستبدالهم ببرمجيات من هذا النوع والتأثير على الحالة النفسية والعقلية للبشر وزيادة الانعزال وقلة الاندماج فى المجتمعات وغيرها الكثير، فالأمر وصل منذ أسابيع إلى قيام أحد المستخدمين بالتخلص من حياته بعد قضاء أسبوعين فى محادثات جادة حول تأثير التغيرات المناخية مع أحد تلك البرامج والذى شجعه فى النهاية على الإقدام على هذا الفعل.