الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صلاح منتصر يستدرج الحكيم لحديث إذاعى!

صلاح منتصر يستدرج الحكيم لحديث إذاعى!

عاش الأديب الكبير الأستاذ «توفيق الحكيم» وهو يرفض تماما أن يتحدث للإذاعة وكان يتعلل دائما بأن صوته «وحش» ولا يحب أن يسمعه ملايين المستمعين، حتى نجح الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ «صلاح منتصر» أن يستدرجه فى حوار إذاعى نادر.



يعترف صلاح منتصر بأن «توفيق الحكيم» أكبر خبطة صحفية فى حياتى والتفاصيل يرويها بقوله:

لعب القدر بينى وبين توفيق الحكيم مصادفة غريبة، فأنا أزعم أننى كنت أول من سجل حديثا فى الإذاعة لتوفيق الحكيم، وكان ذلك فى بداية عام 1973، عندما كنت أقوم بإعداد برنامج إذاعى اسمه «مصر الأمل» أردت فيه أن أبدد قبضة اليأس التى أمسكت بمصر بعد هزيمة 1967 المريرة، وكانت مهمة الإعلام فى رأيى فتح نوافذ أمام الناس يدخل منها نور الأمل فى غد أفضل وأحسن لا مضاعفة همومهم، وهكذا فأننى من خلال البرنامج كنت أقوم بزيارات عديدة للقاء العاملين فى مواقع عملهم وإنتاجهم فى المصانع والمزارع والمشروعات كى أثبت أن عجلة الحياة لم تتوقف وأن المسيرة مستمرة!

وخرجت على المألوف وقررت أن أنظم رحلة لأدباء وكُتاب مصر فى ذلك الوقت أصحبهم فيها إلى زيارة مصنع الحديد والصلب كى يروا لأول مرة أفران الحديد وكيف يتم صهره وتشكيله!

كان «توفيق الحكيم» على رأس الكتيبة العظيمة التى ضمت من بين ما ضمت «يوسف السباعى» و«إبراهيم الوردانى» و«كمال الملاخ» و«أنور أحمد» رحلوا جميعا يرحمهم الله، وثروت أباظة وصلاح طاهر وفى هذه الزيارة وبعد الجولة التى قمنا بها أقام لنا رئيس الشركة مأدبة صغيرة لتناول الشاى والبسكويت والجاتوه، واتفقت مع المذيع الذى كان يقوم بعملية تسجيل الحوارات التى أجريها على وضع الميكروفون فى باقة الورد التى تم وضعها أمام «توفيق الحكيم» على أن أقوم أنا بسؤاله عن مشاعره ومشاهداته!

وقد نجحت الخدعة بالفعل وتم لأول مرة فى تاريخ الإذاعة نقل صوت «توفيق الحكيم» عبر الأثير، ذلك أن الحكيم عاش معظم حياته وهو مؤمن بأن دوره مع القلم والورق، أما التسجيلات الإذاعية والتليفزيونية فقد ابتعد عنها تماما!

وفيما بعد اكتشفت أن «الحكيم» كان يخشى أن تتغير صورته أمام الناس لو أنهم سمعوه يتحدث فى الإذاعة أو رأوا صورته من خلال التليفزيون فلما أن وثق بعد ذلك من أن هذه التسجيلات على عكس ما كان يتصور تزيد قرب الناس إليه ومعرفتهم به فأصبح يقبل تسجيل أى حديث معه.

ويكمل الأستاذ صلاح منتصر حكايته مع الحكيم فيقول:

وكما كنت أول من سجل حديثا إذاعيا مع الحكيم فلقد كنت أيضا أول من سجل حديثا تليفزيونيا معه، وقد جرى تسجيل الحديث فى مستشفى المقاولين العرب التى كان يعالج الحكيم فيها فى ذلك الوقت، ولوقت طويل بعد دخوله المستشفى انقطعت أخبار توفيق الحكيم! وإلى مقال آخر!