الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الحوار الوطنى وصواب الرؤية»

«الحوار الوطنى وصواب الرؤية»

لاشك أن الحوار الوطنى يأتى فى لحظة مفصلية يمر بها الوطن تحتاج فيها الجماعة السياسية؛ لاستطلاع ماهو قادم كما طلب السيد الرئيس وقت دعوته للحوار خلال حفل افطار الاسرة المصرية إلى إطلاق حوار سياسى مع كافة القوى بدون استثناء ولاتمييز ورفع مخرجات هذا الحوار له شخصيًا؛ ومنذ ذلك الحين بدأت حالة من الجدل بين مختلف الأطراف ولكن لا بد من تحديد أولويات المرحلة المقبلة، خاصة بعد أن أصبحت مصر جاهزة ببنيتها الأساسية لتحقيق إنطلاقتها الكبرى، وهنا جوهر الموضوع والقضية الأبرز، حيث إن الحوار السياسى يجرى حول قضايا جوهرية، واستراتيجية هامة لتحقق طموحات شعب عظيم وراغب فى إستعادة مكانته تحت شمس عالمية فى أزمان صعبة  وهنا تكمن مشكلة المتحاورون حسب فهم هذه الأطراف لطبيعة الحوار. 



الواضح جليا أن لدينا فرصة ثمينة لوضع حلول ومقترحات للمشكلات التى تؤرق الوطن كالمشكلة السكانية التى تؤثر على كل مناحى النهضة التى تشهدها مصر وكيفية استثمار القدرات البشرية، خصوصاً الشابة وهذا الكم الهائل من الشباب فى هذا الوطن الذى يبلغ عدد الشباب فيه مايمثل حوالى ٦٧% من هذا التعداد السكانى، وفى ظل مجهود الدولة لمقاومة التغيرات المناخية لابد أن يضع هذا الحوار أساس لتعليم المجتمع كله كيفية الحفاظ على البيئة والتعامل مع التغيرات المناخية يجب أن يضمن الحوار الوطنى رسالة زيادة الوعى الجمعى بالمشكلات العالمية التى تؤثر على مصر أيضا لأنها ليست فى منأى عن العالم على الجميع أن يعرف قيمة الوطن ومقدراته وكيفية الحفاظ عليها فإنها مصر وكفى, وكيفية منع هجرة الكفاءات المصرية وغيرها من المشاكل وفى ظل مجهود الدولة المصرية.

الحوار ليس مهمة ثقافية أو أكاديمية بحتة وإنما الغرض منه تعبيرا عن هواجس الوطن التى تحيط به اليوم داخلياً أو خارجيًا وهو الضمانة الوحيدة للالتفاف حول القيادة السياسية المصرية التى تستشعر مسئوليتها بحكمة الرأى وصواب الرؤية، فعلى الجميع عدم الإرتهان على المزيد من الإختلافات أو فى ظل ثقافة تفتقر إلى ابجديات الحوار وطاردة لمفهوم التوافق الوطنى على أسس حوار سياسى رشيد إننا لانريد من يضيق من فكرة الحوار أو يعتبرها مدخلاً يساء استخدامه إننا لانريد مكلمة لاتحقق شيئاً لانريد تنظيرا أو هزا للروؤس، نريد حلولا عاجلة لمشاكلنا فى إطار برنامج وطنى نريد حوارا بناء لوطن مزدهر.

ومع الجمهورية الجديدة ينبغى على الحوار أن ينجز فى تحقيق الهدف القومى الأسمى والمعرف عالمى وعمليا بأن تكون مصر واقعة بين الثلاثين دولة الأولى فى المقاييس التنافسية، ولذلك نريد حوارا ديمقراطيا وحراكا سياسيا فعالا يدعم السلام الاجتماعى والمقومات الأساسية لمجتمع راقٍ يساعد على الحفاظ على الدولة المصرية ببناء داخلى يتواكب مع مشروع التنمية الشاملة والمستدامة القادر على مقاومة التحديات والتهديدات التقليدية وغير التقليدية، وأن نقف جميعاً على أرضية مشتركة فى رحلة من التفكير الجماعى يراعى الوعى الجمعى للمجتمع المصرى؛ ليستعيد هويته فى صياغة حلول ورؤى تستهدف بالأساس المصلحة العليا للوطن بالابتعاد عن المصالح الضيقة بجانب الدفع تجاه تعزيز مبدأ التشاركية فى صنع القرار، والذى يمثل أساسا لإنجاح الحوار الوطنى.

التناقضات لا تحل بالصمت والاختلافات لن تضعفها الرغبة فى السكوت؛ لأن التناقضات ستظل دائما مدخلاً وهدفا يمكن التسلل منه على الإصطفاف الوطنى.

كل الأوطان تمر بأزمات ولكن يجب أن يخرج الحوار الوطنى ليعلم الجميع عدم التهويل أو التهوين فى أى أزمة والمهم إيجاد الحل نحن جميعا نريد قبولاً عاما على أرضية مشتركة من الأحزاب السياسية، فالإرادة السياسية للمشاركين بنية صادقة فى إنجاح الحوار الوطنى والتوصل لحلول إذا كانت هناك رغبة فى تقديم مساعى وغايات لخدمة هذا الوطن والارتقاء بحياة المصريين.

إن ثقافة الحوار الوطنى تعنى أنها مضاد طبيعى لثقافة الفرز والإقصاء والشك والريبة يجب أن نفتح الطريق لإنارة للعقول وقياس نبض الوطن فى القلوب، فلنذهب جميعا لحكمة الرأى وصواب الرؤية غير طاردين لمفهوم التوافق الوطنى على أسس من حوار رشيد.. عاشت بلادى.