الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لقد وقعت فى الفخ

لقد وقعت فى الفخ

منذ عدة أيام كتبت مقالًا بعنوان «وعسى أن تكرهوا شيئًا» تليته بمقال آخر بعنوان «وعسى أن تحبوا شيئًا» عاقدًا النية على كتابة عدة مقالات فى كلا الاتجاهين، لتوضح وبالبيان العملى عددا من الأمثلة الشهيرة التى تؤكد المعنى المذكور، والواقع أن المقال الأول لم يخرج بالصورة ولا محققا الهدف الذى كتبته من أجله، بل انحرف الحديث إلى منطقة أخرى مرتبطة بأساليب التحقق من الأخبار والمعلومات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعى.



أما المقال الثانى فإننى قمت فيه بالاستشهاد بقصة الصحابى ثعلبة بن حاطب الأنصارى والذى تقول القصة: إنه طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوا له بكثرة المال وألح فى السؤال حتى تمت الدعوة بالفعل وبالطبع تحققت ولكنها أدت إلى انشغاله بالمال عن الصلاة ثم إصابته بالحرص والبخل فلم يستجب لطلب دفع الصدقة على عهد رسول الله ولما شعر بالندم لاحقا لم يقبلها منه كل من أبوبكر وعمر وعثمان واستمر الأمر كذلك حتى مات.

إلى هذا الحد ونجد أن الهدف قد تحقق ولكن عند نشر المقال نبهنى بعض الأصدقاء إلى أن القصة غير حقيقية وأتوا بعدد من المصادر القديمة التى تؤكد خطأ تلك الحادثة وبغض النظر عما ساقوه من دلائل فإننى شعرت بالانزعاج لمشاركتى فى الترويج لحديث مكذوب يخص رسول الله ولكن عزائى أن الأمر لم يكن مقصودا على الإطلاق فربما الانشغال هو ما دفعنى إلى عدم التحقق من القصة قبل الاستدلال بها بالرغم من أن المعنى المقصود والهدف قد تحققا أو هكذا أزعم ولكن وفى جميع الأحوال حتى وأن كانت القصة غير حقيقية ولا تقر حكما شرعيا إلا أنه يمكن الاستفادة منها من إطار فضائل الأعمال أو المذموم منها وعليه فإن القصة حتى وأن كانت لم ترد فإنها توضح الفكرة بصورة كبيرة وعزائى أنها تبدو منطقية إلى حد كبير.

وبمناسبة الحديث عن المنطقى وغير المنطقى، أتذكر أننى استمعت إلى حديث عن أحد مشاهد يوم القيامة يشير إلى أن على كل ركن من أركان الحوض يقف أحد الخلفاء الراشدين الأربع-أبوبكر وعمر وعثمان وعلى- واتذكر كم تأثرنا بهذا الحديث فى السابق قبل أن تتشكل لدينا القدرات التحليلية والتفكير المنطقى بعد ذلك بسنوات، فلو كان الحديث صحيحا ما حدث خلاف أو جدل بين المسلمين فى اختيار من  يتولى أمرهم من الخلفاء الراشدين الأربع.