الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وفاة الميتافيرس

وفاة الميتافيرس

توفى إلى رحمة الله «الميتافيرس» نجل الأستاذ مارك زوكربيرج، قريب ونسيب عائلات الواقع الافتراضى والواقع المعزز والذكاء الاصطناعى وشبكات التواصل الاجتماعى بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز العام ونصف العام، شغل الفقيد أذهان سكان الأرض من الخبراء والمتخصصين وكذا المهتمين والمستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعى وباقى أدوات التحول الرقمى المعتادة وكذا أيضًا كل المجالات التقليدية الأخرى كالتعليم والمستثمرين وخبراء الزراعة والسياحة والثقافة والفنون وعلم الاجتماع وعلم النفس وعدد لا بأس به من الاقتصاديين والقانونيين وراسمى استراتيجيات وخطط التحول الرقمى فى عدد كبير من المؤسسات الخاصة والحكومية.



خلال عمر الفقيد القصير ذاع صيته بصورة غير مسبوقة ووصف بأنه ثورة جديدة فى التكنولوجيا وفى الحياة بصورة عامة، كما انتشر الحديث عنه فى كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وكذا الإعلام الرقمى الجديد ولم يخلُ لقاء أو برنامج حوارى أو من الحديث عنه وعن تاثيراته المتوقعة السلبية والإيجابية، كما عقد العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية سواء بصورة طبيعية أو افتراضية للتعريف بالفقيد وفوائده وتوقعات قيامه بتغيير كل أنماط الحياة فى المستقبل، كما قام العديد من المراكز البحثية والصحفية ودور النشر بإصدار العديد من الدراسات المتخصصة والإصدارات التى تتناول الفقيد أو أحد جوانبه المتعددة وذلك بصورة علمية استشرافية لمستقبله المأسوف عليه.

خلال حياة الفقيد القصيرة تلقفه أيضًا العديد من خبراء الاقتصاد والمستثمرين وحاولوا الاستفادة من الفرص والوعود الكبيرة والكثيرة التى روج لها والده؛ وهو ما كبد الجميع خسائر طائلة وصلت لعدة مليارات من الدولارات، كما اهتم به خبراء القوانين والتشريعات بصفة عامة وخبراء تشريعات التحول الرقمى والملكية الفكرية بصفة خاصة، مشددين على أهمية استحداث تشريعات جديدة وكذا أيضًا مراجعة وتعديل التشريعات القائمة لتتواءم مع المولود الجديد.

تأتى الوفاة الحزينة بعد عدة أشهر من عدم الاهتمام والتغذية نظرًا لتراجع الاهتمام والعناية به من قبل الجميع وعلى رأسهم والده، نظرًا لعدد من الأسباب الخارجة عن الإرادة كالحرب الروسية- الأوكرانية وما أحدثته من أزمة اقتصادية لم يشهدها العالم منذ الحروب العالمية وما صاحبها من موجات كبيرة من التضخم وتغيير فى قائمة أولويات الاستثمار والانفاق لدى المستثمرين فى هذا المجال وعلى مستوى المستخدمين أيضًا هذا بالإضافة إلى عودة «الذكاء الاصطناعى» بقوة بعد سنوات طويلة من الغياب نتيجة نقص البيانات والمعلومات والقدرات التكنولوجية للحواسب الآلية وقدراتها التخزينية أيضًا.

هذا وقد اقتصرت مراسم الدفن على نسيان الفقيد وقلة الاهتمام بتذكره ولا حول ولا قوة إلا بالله.