الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
عندما احتفلت الإذاعة بمحمد عبدالوهاب!

عندما احتفلت الإذاعة بمحمد عبدالوهاب!

«لقد عاش «محمد عبدالوهاب» حياة لم يعشها أحد قبله ولن يعيشها أحد بعده؛ لأن زمن تلك الحياة قد انتهى وغير موجود حاليًا، إن فى حياة عبدالوهاب أسرارًا لا يعلمها بشر ولم تذع أو تكتب فى أى صحيفة أو مجلة ائتمننى عليها، وقد ذكرت بعضها فى هذا الكتاب والبعض الآخر لن يسمعه أحد ولن يكتب فى أى مكان وسوف يظل ملكًا لمحمد عبدالوهاب وحده».



هكذا كتب الأستاذ «مجدى العمروسى» شريك الموسيقار عبدالوهاب والفنان عبدالحليم حافظ فى شركة صوت الفن، والصدفة وحدها كانت سببًا فى أن يكتب مجدى العمروسى كتابه «محمد عبدالوهاب الإنسان والفنان» بعد كتابه الأول «أعز الناس» عن عبدالحليم حافظ وكان أصدقاؤه يسألونه: متى ستكتب عن عبدالوهاب؟ وكان رده: أنا مش كفء أن أكتب عن عبدالوهاب إلى أن جاءت الصدفة الرائعة!

كانت الصدفة بمناسبة ذكرى رحيل عبدالوهاب فى 4 مايو وكان ذلك عام 1994 عندما طلب الكاتب الصحفى الأستاذ «مجدى عبدالعزيز» من العمروسى أن يتحدث فى إذاعة صوت العرب على الهواء مباشرة لمدة ثلاث ساعات الذى رحب بالفكرة حتى يزيل اللبس عند البعض بأن حبه لعبدالحليم يمنعه من الكتابة أو الحديث عن عبدالوهاب!

ويروى مجدى العمروسى باقى التفاصيل قائلًا: ذهبت الى صوت العرب وتم البرنامج وكان رفقائى من صوت العرب المذيعة المتميزة «أمينة صبرى» والمذيع الواعى مصطفى لبيب والأخت النشطة حلوة الابتسامة «سامية عبدالمجيد» وفوجئت وأنا على الهواء بأن زميلى فى الندوة هو الصديق الصحفى الكبير محمود عوض وسعدت بهذا.

وبدأنا الساعة اتنين وربع وانتهينا الساعة السادسة والربع، وقلت فى البرنامج وعلى الهواء، أنا حقول حاجة يمكن تدهش المذيعين وتدهش كل الناس، فجميع الناس يعرفون علاقتى بعبدالحليم وعشرتى معه، ولكن ربما لا يعرفون أننى مستمع لمحمد عبدالوهاب أكثر من مستمع لعبدالحليم!

وقد فوجئت المذيعات كما تلقيت كمًا كبيرا من التليفونات فى منزلى فى هذا الشأن. وفى اليوم التالى طلبنى الاخ سمير التونى دينامو قطاع الاخبار فى التليفزيون وقال لى: بكره عايزينك فى برنامج «صباح الخير يامصر» تتكلم عن عبدالوهاب!

قلت له: ابعت لى حد قال: «لا» استديو صباح الخير يا مصر فى الدور الارضى ولن يكون المشوار متعبًا لك وحتخش تصور أول ما تيجى!

ولأننى أقدر جدا الاخ سمير التونى واعتبره هو الذى انجح برنامج «صباح الخير يا مصر» وجعل وقته يزيد من ساعة إلى اثنين إلى ثلاث ساعات حتى أصبح من أحب برامج التليفزيون ورحت واتكلمت عن عبدالوهاب وكان ذلك يوم خميس، ويوم الجمعة لقيت حسين كمال المخرج الكبير مخرج فيلمى «أبى فوق الشجرة» و«مولد يا دنيا» وغيرهما من الروائع يسأل عنى فى المنزل خمس مرات ويترك لى طلبا عاجلا أن أطلبه ضرورى! وهنا بالضبط تبدأ مفاجأة العمروسى مع عبدالوهاب!