الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السينما من الداخل

السينما من الداخل

قبل عصر المنصات الرقمية والقنوات الفضائية والفيديو كاسيت لم يكن لدى جيلنا أى وسيلة لمشاهدة الأفلام الجديدة إلا الذهاب إلى دور السينما وهو إجراء كان يحتاج إلى الكثير من الوقت والمال والكثير من التحضير وحسابات أخرى كثيرة ولكن وبالرغم من كل هذا فإن الذهاب إلى هناك لم يكن يخلو من الكثير من البهجة، بهجة مشاهدة الفيلم على شاشة كبيرة وبصوت مرتفع،ربما يحتوى الأمر أيضًا على تناول بعض المأكولات والمشروبات للتسلية كما يشمل الأمر عدة مميزات أخرى كمشاهدة فيلم كارتونى صغير والتعرف على الأخبار الحالية من خلال «جريدة مصر السينمائية الناطقة» كما يتم أيضًا التعرف على الأفلام القادمة من خلال الإعلانات.



كان هذا قبل تطور الأمر فى ثمانينيات القرن الماضى باستحداث أنظمة صوتيات مجسمة تعطى تجربة مشاهدة الفيلم السينمائى المزيد من الواقعية والإبهار، وفى تسعينيات القرن الماضى أضيفت سينما السيارات والسينما ثلاثية الأبعاد الأبعاد 3D باستخدام نظارة يرتديها المشاهدون، ثم تطور الأمر إلى السينما رباعية الأبعاد 4D، حيث أضيف إلى إمكانيات السينما ثلاثية الأبعاد وجود مؤثر إضافى وهو حركة الكرسى الذى يجلس عليه المشاهد، ثم الخماسية الأبعاد 5D والتى تزيد على الرباعية الأبعاد ببعض الإضاءت كالماء والثلج والرياح والحرارة، أتت بعد ذلك السينما سداسية الأبعاد 6D والتى يزيد فيها  بعض الروائح والدخان ثم السباعية الأبعاد 7D والتى تحولت لأول مرة إلى سينما تفاعلية -أقرب إلى اللعبة الإلكترونية- حيث يستطيع المشاهدون القيام باستخدام أدوات كالمسدس وخلافه للصراع مع أبطال الفيلم ثم تحول الأمر إلى ما يشبه الميتافيرس، حيث يرتدى المشاهد جهازا يجعله يعيش داخل أحداث الفيلم تمامًا وينفصل عن العالم الخارجى.

أما على مستوى الأمان فإن البداية أتت بوضع علامات إرشادية تستمر مضيئة خلال العرض تشير إلى باب الخروج وأسلوب الهروب فى حالة حدوث كارثة كالحريق ثم تلا ذلك بعض القواعد كمنع التدخين وخلافه وصولًا إلى وضع كاميرات مراقبة تعمل بالأشعة تحت الحمراء تراقب المشاهدين أنفسهم منعًا لبعض الممارسات مثل تصوير الفيلم أو ممارسة العنف أو بعض الأمور اللا أخلاقية الأخرى.

وبالرغم من هذا التطور الكبير إلا أن العصر الحالى بمتطلباته المتعددة أثر سلبًا على تلك التجربة المبهرة والتى كانت فى يوم من الأيام هى الحلم الأكبر للأطفال والكبار بقضاء أمسية سعيدة خارج المنزل.