شباب البرنامج الرئاسى «أهل مصر»

سعدت الأسبوع الماضى أن أكون ضمن كوكبة من الإعلاميين وأساتذة الجامعات المصرية فى زيارة لسيناء ضمن أفواج البرنامج الرئاسى «أهل مصر» الذى جمع ما يقرب من 100 شاب وفتاة  من محافظات مصر الحدودية.. لأول مرة ألتقى مجموعة كبيرة من شباب حلايب وشلاتين ضمن شباب محافظة البحر الأحمر وأسوان ومرسى مطروح وجنوب سيناء، ومدينة الأسمرات بالقاهرة، على مدار عدة أيام عقدنا لقاءات التثقيف السياسى واختلط الشباب مع بعضهم البعض وقدموا نموذجًا حواريًا فى إطار من الاحترام وقبول الآخر بصرف النظر عن تغير العادات والتقاليد لكل محافظة. 

فى سيناء الكل للواحد والواحد للكل، يرفعون شعار «تحيا مصر».. الولاء والانتماء للوطن ولكل شبر فى سيناء سالت عليه دماء زكية لبطل من الأبطال الذين ضحّوا بدمائهم وأرواحهم من أجل الحفاظ على كل حبة رمل من رمال سيناء المباركة. 

الهدف من هذه المبادرة التى تقوم بها الدولة ومعنى بها عدد من الوزارات منها وزارة الثقافة وبالتعاون مع المحافظات المستضيفة للشباب وخاصة هذه المرة على أرض سيناء..  تجوّل أكثر من مائة شاب وفتاة على أرض كانت منذ عدة شهور مسرحًا للعمليات العسكرية يطالعون ويشاهدون أخبارها عبر وسائل الإعلام. 

معظم الشباب عندما شاهدوا أرض سيناء سجد العديد منهم شكرًا لله على زيارتهم لأرض الفيروز، وتحدث الجميع مع أهالى سيناء «البدو» وتجوّلوا داخل زراعات الخوخ والزيتون والرومان والتين، بالإضافة إلى حضورهم الفعاليات الفنية والاستعراضية التى نفذها إقليم القناة وسيناء الثقافى برئاسة الكاتب محمد نبيل ومن خلال هيئة قصور الثقافة ومتابعة الفنان هشام عطوة رئيس الهئية  والدكتورة حنان موسى وكيل الوزارة ومتابعة الدكتورة نفين الكيلانى وزير الثقافة.. الملتقى كان عنوانًا إلى اكتشاف المواهب الشبابية المشاركة فى هذا التجمع الأول فى العريش لشباب المحافظات الحدودية، وتم التعرف على بعض المعالم السياحية والثقافية المتنوعة لأرض الفيروز وزيارة العديد من مدن شمال سيناء الجميلة فى الشيخ زويد ورفح والعريش والتجول فى الأسواق والشوارع الرئيسة بالمدينة لكى يشاهدوا على أرض الواقع الأمن والأمان فى كل شبر على أرض سيناء بعد انتهاء الفترات الصعبة منذ عام ٢٠١١ وحتى وقت قريب. 

من حق شباب مصر جميعًا أن يذهبوا إلى سيناء ومن حق كل المصريين أن يستمتعوا بشاطئ العريش الذى ظل لسنوات طويلة لا يذهب إليه أحد.. الظروف كلها الآن متاحة أن نذهب جميعًا إلى حضن البقعة المباركة.. سيناء فى أمس الحاجة إلى كل سواعد المصريين فيها كل المقومات الزراعية والصناعية والسياحية وتفتح ذراعيها لكل أبناء الوطن. 

نريد تعويض السنوات الماضية بالعمل والعرق والجهد فى سيناء بعد الانتهاء من البنية التحتية لربط سيناء بالوادى والدلتا وأصبح السفر إلى أبعد نقطة على حدودنا الشرقية لا يستغرق عدة ساعات قليلة بعد أن كنا نظل ما يقرب من سبع ساعات إذا أردنا السفر إلى مدن شمال أو جنوب سيناء فى الماضى. 

سيناء تستعد لبزوغ فجر جديد من التنمية على كل المستويات والملحمة التى يسطّرها أبناء القبائل على الأرض من خلال إعادة عشرات الأفدنة الزراعية لطبيعتها مرة أخرى بعد انتهاء العمليات العسكرية فى الشيخ زويد ورفح تحديدًا نموذجًا تعلم منه شباب البرنامج الرئاسى «أهل مصر» الأسبوع الماضى.. نريد المزيد من الزيارات الشبابية لشمال سيناء الفترة المقبلة بإذن الله حتى يشاهد أبناؤنا أرض البطولات والتضحية على أرض الواقع.. تحيا مصر.