الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تنازل التابعى والبحث عن رئيس تحرير جديد!

تنازل التابعى والبحث عن رئيس تحرير جديد!

من أغرب وأعجب أثناء محاكمة الأستاذين «محمد التابعى» و«إبراهيم خليل» الذى عينته روزاليوسف رئيسا للتحرير نيابة عنها أثناء وجودها فى باريس بصحبة زوجها زكى طليمات.



كان محامى التابعى وإبراهيم خليل هو الأستاذ «إسماعيل وهبى» المحامى وكان يصدر فى نفس الوقت مجلة اسمها «الوطنية» على نمط وأسلوب روزاليوسف، وقد أخبرهما أثناء وجودهما فى ردهة محكمة مصر بأن الحكومة فى نيتها الإفراج عنهما إذا تنحيا عن العمل فى روزاليوسف وأن يكتب إبراهيم خليل - بصفته رئيس التحرير - تنازلا منه بذلك ويرسله لإدارة المطبوعات بعد أن يرسله إلى السيدة روزاليوسف.

وكتب الأستاذ محمد التابعى بالفعل صيغة هذا التنازل وجاء فيه: لما كنت قد قررت أن أتخلى عن كل مسئولية تختص بمجلة روزاليوسف وأخطرت قلم المطبوعات بوزارة الداخلية بقرارى هذا، ولما كان حضرات من تفضلوا بالمساعدة فى تحرير المجلة قد قرروا أيضا التخلى عن هذه المساعدة لذلك قررت إيقاف صدور مجلة روزاليوسف، وأخطرت السيدة صاحبتها المقيمة الآن فى باريس بهذا القرار.

ونعود إلى ذكريات السيدة روزاليوسف التى تقول:

وصلت إلىّ كل هذه الأخبار وبعد الأخذ والرد بينى وبين «الجدعان» وسائر الأصدقاء فى مصر أرسلت خطابا إلى الأستاذ «عبدالعزيز الصدر» برسمه مديرا مسئولا وكان الأستاذ «عبدالعزيز» إذ ذاك يدير مطبعة تتولى من ضمن أعمالها طبع المجلة!

وقبل الأستاذ أن يتولى منصب الإدارة فعادت المجلة إلى الظهور بعد أن احتجبت عن قرائها شهرا وبضعة أيام، وظهر العدد 112 بتاريخ 2 فبراير سنة 1928 وقد أصدره المدير المسئول الجديد بمقالة أتى فيها على موقف  الأسرة الصحفية من المحنة التى نزلت بالمجلة وبعض المتطوعين للعمل فيها، وهو موقف تحرج فيه بعض الصحفيين ممن كانوا يظاهرون الوزارة القائمة إذ ذاك وهى وزارة المغفور له «ثروت باشا» وكانوا بحكم هذه المظاهرة يجنون على الصحف التى لا تؤيد تلك الوزارة فى حين أنها تؤيد الوفد ورجاله، وكانت من ضمن تلك الصحف مجلة روزاليوسف!

كان عنوان الأستاذ «عبدالعزيز الصدر» هو «صغار» جاء فيه:

تعود روزاليوسف إلى الظهور بعد غيبة طالت لم يكن يدعوها إليها إلا افتقارها إلى من يحمل مسئولية ما ينشر فيها، بعد أن تخلى عنها أصدقاؤها وأنكروا عملهم، فلم يكن لى بد من أن أقول كلمة فى موضوعها وفيما أحاط بها من شئون!

اهتمت النيابة بأمر ما كتب فيها من مقالات حسبتها مما يؤاخذ عليه وزجت مديرها المسئول ومن له صلة بها فى السجن ثم كان أن علم الناس من أمرها ما كان.

أما أخواننا محررو الصحيفة والمسئولون عنها فلم يكن يرضينى موقفهم لأنهم إنما تقدموا للعمل وهم عالمون بما يكون من وراء المسئولية التى احتملوها متبرعين بها، كما كانوا يقولون، لا أجرا ولا ثوابا فكان حقا عليهم إزاء هذه المكرمة العظيمة ألا يتقهقروا فى الميدان ويهربوا بين باك وشاك!

أما إخواننا الصحفيون فلقد كان منهم ما أدهشنى، وهم الذين شاءوا أخيرا أن يسموا أنفسهم بالأسرة الصحفية وإنما أختاروا لها هذا الأسم وفيه معنى التضامن، وفيه معنى الروابط الأسرية حتى إذا ما تألم عضو منها تألم الجميع، ذلك ما كنا نحسبه، لا أن يقع أحدنا فى مخالب القانون فيسرع الباقون إلى الاجهاز عليه!

وإنه لصغار!! ولكأنى بهؤلاء وقد نسوا أن روزاليوسف إحدى عضوات الأسرة وواحدة من بنايات نقابتهم.. أليس كذلك؟! فلم هذه الشماتة ولم هذه الغيرة؟! وما هذا الخلق الغريب وأنتم طلاب الإصلاح والساعون فى الحصول عليه.

وهل ترون أن هناك من يحمد فيكم هذه «الخلة» - الصفة - وهذا الصنيع، سيتساءل القوم ومن الذى كتب ومن الذى تشفى ومن الذى غار؟!

ومضى الأستاذ «عبدالعزيز الصدر» يهاجم من هاجم روزاليوسف فى أزمتها؟!

وللذكريات بقية..