السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المراهقة الزوجية» مرحلة حرجة تستوجب الاحتواء

تؤكد الدراسات النفسية أن أزمة منتصف العمر لا تقتصر على الرجال فقط فمن الممكن أن تتعرض لها المرأة أيضًا، ولكن الرجال لديهم قابلية أكبر من النساء للإصابة بأزمة منتصف العمر، إذ تؤكد ريهام أحمد عبدالرحمن، إخصائى الإرشاد النفسى والتربوى جامعة القاهرة، ومدربة معتمدة فى علوم تطوير الذات، أنها فترة مؤقتة من فقدان الثقة بالنفس وانعدام التوازن النفسى والرضا عن الحياة، والرغبة فى استرجاع الماضى والخروج عن المألوف، حيث يبدأ الزوج فى الشعور بالملل والرغبة فى بناء صداقات جديدة، والانجذاب نحو الجنس الآخر، والاهتمام بالمظهر بشكل لافت للانتباه فى محاولة منه لاستعادة ذكريات الماضى.



لفتت إلى أن الأبحاث العلمية أثبتت أن السبب الرئيسى لأزمة منتصف العمر لدى بعض الرجال هو الرغبة فى التغيير ومحاربة الضغوط النفسية التى يعانى منها كثير من الرجال فى هذه المرحلة، أيضا بسبب بعض الاضطرابات السيكولوجية منذ الطفولة كافتقاد الحنان وموت الأم فى مرحلة مبكرة من عمره، أيضًا المشاكل الأسرية التى أدت للانفصال بين الآباء، فضلا عن الشعور بالعجز والضعف والخوف من المستقبل فيبدأ بالبحث عن معنى لحياته يستطيع من خلاله محاربة الخوف والتغييرات البيولوجية والنفسية التى طرأت عليه.. وأشارت ريهام الى علامات تظهر على الزوج المراهق يجب الانتباه لها، وتتمثل فى: - محاولة التقرب من الفتيات والرغبة فى الزواج مجددًا.

- الانسحاب من العلاقات الاجتماعية وخاصة أصدقائه القدامى.

- العصبية الدائمة وردود الأفعال المبالغ فيها.

- الملابس التى لا تتناسب مع عمره ووضعه الاجتماعى.

وأوضحت ريهام عبدالرحمن أنه حتى تساعد الزوجة زوجها فى تجاوز هذه الأزمة، يجب عليها فعل ما يلى:

- الدعم النفسى:

ساعديه على تجاوز المحنة من خلال تشجيعه على ممارسة الهوايات الأقرب لقلبه مع تجنب إظهار السخرية والنقد لاختياراته مهما بدت سطحية أو غير مناسبة لعمره، فهو يريد اختبار هل مازال جذابا؟ أم أنه قد فقد ذلك مع مرور الزمن، فقط احتويه بقلبك واقنعيه بالمنطق.

- المرونة والتفهم:

يمر الرجل بحالة من القلق والتوتر واضطراب الحالة المزاجية وذلك نتيجة للصراع النفسى الداخلى الناتج عن هذه الأزمة، وعلى الزوجة التحلى بالصبر والمرونة ومحاولة تغيير الروتين والملل الزوجى وخلق حالة من التجديد من خلال السفر والاهتمام بالذات، وتغيير ديكور المنزل ومشاركة الزوج اهتماماته وميوله.

- عدم تضخيم الأمور والابتعاد عن النكد وافتعال المشكلات، وبالتالى فالزوجة الحكيمة هى الأكثر قدرة على الاحتواء والتفهم وتقدير مشاعر الزوج مهما بدت التصرفات غير مألوفة.

- الصداقة بين الزوجين تمثل الدفء والونس الذى يحتاجه كل منهما لنجاح هذه العلاقة المقدسة والتى لابد أن تبنى على الاحترام والثقة والتقبل المشترك بين الطرفين لضمان عدم تراكم المشكلات ومواجهة أزمة منتصف العمر بالكثير من الوعى والتفهم.

- أزمة منتصف العمر تتطلب من الزوجين الاستعداد المسبق لها، وذلك من خلال فهم الحدود الخاصة وعدم التعدى على خصوصية شريك الحياة، فلكل طرف أحلامه وهواياته وأصدقائه وعندما يدرك الزوجين حدود كل طرف فى حياة الآخر وأنه جزء من الحياة وليس كل الحياة سيكون كل منهما باستطاعته إدارة مشاعره بنجاح وبالتالى التغلب على أزمة منتصف العمر.