الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نعم أحب أن أكون على خُلق

نعم أحب أن أكون على خُلق

- نعم أحب أن أكون على خُلق



- يبقى أنت مش على خُلق يا أستاذ

جملتان فى حوار بين الفنان عادل إمام والفنان بدر نوفل فى مشهد المحكة بمسرحية الواد سيد الشغال، يلخصان حال الذكاء الاصطناعى بوضعه الحالى.

فمنذ شهر فبراير الماضى والحديث لا ينتهى حول أدوات الذكاء الاصطناعى ولا ينتهى التطور المستمر فيها أيضًا ولا ينتهى اقتحامها لمجالات جديدة، وهذا السباق المحموم أوضح مخاوف البشر من تلك التقنيات، وهى مخاوف بعضها حقيقى والكثير منها يندرج تحت مسمى الوهم والخيال والبارانويا.

فالذكاء الاصطناعى حاليًا يستخدم لمعالجة النصوص وتوليد نصوص مكتوبة جديدة بالإضافة إلى أنه قد أصبح - أو سيصبح فى القريب العاجل- هوالمصدر الرئيسى للحصول على البيانات والمعلومات والآراء أيضا وهنا تكمن الخطورة، فالرأى يعتمد على الخبرة والقدرة على المقارنة والتحليل بالإضافة إلى خلفيات أخرى دينية وأخلاقية وسياسية وخلافه.

وهنا تكمن الخطورة المتوقعة والتى تتجسد فى استقطاب وتوجيه العقول بمعلومات منحازة أو مفبركة بالكامل، فبركة مكتوبة ومسموعة ومرئية ومع تراجع مصادر المعلومات الأخرى فإن المستقبل قد يكون متروكًا بالكامل لتلك التقنيات وربما لن يتمكن الإنسان من الحصول على المعلومات من أى مصدر آخر.

هذا بالإضافة إلى استخدام تلك التقنيات فى الهجمات السيبرانية وفى تطوير أسلحة الحروب التقليدية لتكون أكثر ذكاء ومراوغة وفتكًا.

يغيب عن كل ما سبق أى إطار أو ميثاق أخلاقى أو قيمى أو إنسانى كما تغيب القوانين المنظمة لهذا الزائر الجديد الذى اقتحم كل مناحى الحياة، وهذا الغائب يتحدث عنه الكثيرون فمن اجتماعات تحضيرية لمجموعة الدول السبع الصناعية G7، إلى لقاءات فى البيت الأبيض مع مدراء شركات التكنولوجيا، إلى المؤتمرات والندوات والأبحاث والمقالات واللقاءات التليفزيونية وحتى إلى دور العبادة.

الجميع يبحث عن معايير ومواثيق وقوانين تنظم تطوير الأنظمة وتطورها ومجالات استخدامها وتوصيف الجرائم الناجمة عنها أيضًا وفى تقديرى أن الأمر بات ملحًا ويحتاج إلى خطوات تنفيذية جادة وسريعة.