الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أيلون ماسك 8 جيجا

أيلون ماسك 8 جيجا

منذ أعلن أيلون ماسك عن ابتكاره الجديد المتمثل فى شريحة إلكترونية تتم زراعتها فى الدماغ يمكن لها أن تتصل بنحو 2000 موصل عصبى وأن هذا الابتكار بعد تشغيله سيكون طوق نجاة لمرضى الشلل والعمى وبعض حالات الاكتئاب، والحديث لم يتوقف حول مدى إمكانية تحقيق ذلك، وهو ما بدأته الشركة من خلال اختبارات مكثفة على مجموعة من القردة والخنازير استغرقت أكثر من عام لم تسلم خلالها من انتقادات حادة من جمعيات الرفق بالحيوان، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية أخذ الأمر منحى آخر بعد موافقة إدارة الأغذية والدواء الأمريكية FDA على بدء التجارب السريرية على البشر، وهى الموافقة التى لا تأتى ولا يتم إقرارها إلا بعد نجاح التجارب السابقة لها.



يتحدث أيلون ماسك عن مدى فاعلية الشريحة، ومدى نجاحها وبدأ فى دعوة المتطوعين لبدء التجربة عليهم، مشيرا إلى أن تصميم الشريحة يسمح لها بالعمل لمدد طويلة، وأنها آمنة تمامًا بل وصل فى ترويجه لها بالقول :إنه مستعد لتجربتها على أولاده.

يتزامن هذا الإعلان من تصاعد الأصوات المطالبة بالمزيد من التنظيم لقطاع التكنولوجيا خاصة تقنيات الذكاء الاصطناعى، من خلال وضع ميثاق أخلاقى للتطوير والاستخدام، وكذا أيضًا ضرورة بدء جميع دول العالم فى استحداث قوانين للتعامل مع هذا القادم الجديد، سواء على المستوى المحلى أو على المستوى الدولى أيضًا.

وبالرغم من أن هذه الشريحة تعد أملًا لمرضى ميئوس من شفائهم إلا أن أحد الاستطلاعات أشارت إلى أن 76% ممن قاموا بالاستطلاع يرفضون الفكرة تمامًا فيما قبلها نحو 10% فقط. وكانت نسبة المحايدة نحو 14%، وفى تقديرى فإن ارتفاع نسبة الرفض تأتى من التخوفات المرتبطة بالعملية والتى ربما يكون لها آثار جانبية أو سلبية أخرى غير معلومة حتى الآن ،هذا بالإضافة إلى إمكانية حدوث عطل أو اختراق أو سيطرة على الشريحة من قبل جهات خارجية وهو ما قد يعرض أصحابها إلى عدد من المخاطر منها أن تدفعهم إلى قول أو فعل غير راغبين فيه وخارج عن إرادتهم، أو أن تبث فيهم مشاعر مختلفة مثل التوتر والقلق أو الخوف، أو أن تسبب لهم اضطرابات فى النوم والأحلام أو فى اليقظة أيضًا فيما يذهب البعض الآخر، إلى أن شريحة مثل تلك المشار إليها تعتبر هى المرة الأولى التى لا يتم فيها تركيب جهاز إلكترونى فى أخطر عضو من أعضاء جسم الإنسان مقارنة بشرائح وأجهزة أخرى تم تركيبها من قبل فى عضو أو أكثر من الجسم لتقوم بهذه المهمة على مستوى الخلايا والشبكات العصبية الفرعية وليس على المستوى المركزى كما هو الحال الآن.

بالطبع سيكون من الصعب جدًا التكهن بمستقبل تلك الشريحة من حيث التكلفة وسهولة الزرع واستقرار عملية الاستخدام والنجاح فى تنفيذ المهمة المزروعة من أجلها كما أن المخاطر المرتبطة بالعطب والاختراق والتحكم الكامل فى البشر هى كابوس الأيام المقبلة حتى بالنسبة للمتطوعين لتنفيذ تلك التجارب المستقبلية.