الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
.. حتى فساتينى  التى أهملتها!

.. حتى فساتينى التى أهملتها!

أظنك سمعت أغنية.. «أيظن» للفنانة الرائعة المطربة «نجاة الصغيرة» القصيدة للشاعر الكبير نزار قبانى وألحان الموسيقار الكبير «محمد عبدالوهاب»، هذه الأغنية تحمل تفاصيل كثيرة لعل أهمها احترام الوعد وتقديس الكلمة بشرف!



كواليس ما حدث يرويه الأستاذ «مجدى العمروسى» شريك عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب فى شركة صوت الفن الشهيرة، حيث يروى فى كتابه «محمد عبدالوهاب».

«لحن الأستاذ.. عبدالوهاب» قصيدة «أيظن» وكانت أول قصيدة يلحنها «عبدالوهاب» من شعر «نزار قبانى»، وكان «أليق» صوت للقصيدة اختاره «عبدالوهاب» هو صوت «نجاة»!

كانت «نجاة» القديرة العظيمة متعاقدة مع شركة «مصر فون» المملوكة للفنان القدير الراحل «محمد فوزى» الذى كان فنانا من شعر رأسه وحتى أصابع قدميه، وكان أول من أسس مصنعا للأسطوانات فى مصر.

وقد أسمع عبدالوهاب لنجاة قصيدة «أيظن» فتعلقت بها جدا وطلبت أن تسجلها فورا وسألها عبدالوهاب: فين؟! فقالت: فى شركة «مصر فون» فلدى عقد احتكار معهم!

فأخرج لها الأستاذ عبدالوهاب صورة من عقد تأسيس شركة صوت الفن، وأشار لها إلى بند معين فيه، وكان البند ينص على أنه لا يجوز للأستاذ عبدالوهاب إعطاء أى لحن من ألحانه لأى مطرب أو مطربة إلا إذا سُجل فى شركة صوت الفن.

وهنا أسقط فى يد الفنانة نجاة وطلبت من الأستاذ عبدالوهاب مهلة بشرط أن يعدها بألا يعرض هذا اللحن على أى مطربة أخرى وأن يحتفظ به لها، وإنها سوف تتصرف بحيث يسجل اللحن فى صوت الفن، وفعلا ذهبت إلى الفنان «محمد فوزى» وقصت عليه القصة بأمانة شديدة، وأفهمته إنها يهمها ويهم مستقبلها أن تغنى هذا اللحن، وطلبت منه أن يجد لها حلا، وهى تعلم أن عقدها مع مصر فون لا يسمح لها بذلك وهى تحترم العقد، ولا تريد أن ترتكب أى مخالفة ولا ترغب فى ذلك!

لكن عظمة الأستاذ «محمد فوزى» وتقديره للفن وكذلك احترامه للرغبات الفنية للفنان- لأنه هو نفسه قبل كل شىء فنان ويعلم معنى أن فنانا يريد أن يغنى شيئًا أعجبه وتعلق به- فما كان منه إلا أن أخرج ورقة بيضاء من أوراق مصر فون وحرر عليها تصريحا مكتوبا للسيدة «نجاة» يصرح فيه بأن تغنى قصيدة أيظن من ألحان الأستاذ محمد عبدالوهاب، وأن تسجلها على اسطوانات صوت الفن بصفة استثنائية وودية!

ويكمل مجدى العمروسى: وسجلت نجاة أيظن فى صوت الفن وكان لها دويًا غريبًا فى ذلك الوقت لدرجة أن السيدة «ايزابيل بيضا» أحد الشركاء فى «كايرو فون» حضرت إلى شركة صوت الفن رغم عدم وجود مصلحة لها فى ذلك، وسألت الأستاذ عبدالوهاب: لماذا لا يسجل «أيظن» بصوته؟! فلما قال لها: لا أستطيع أن أقول حتى فساتينى التى أهملتها فرحت به - أحد مقاطع الأغنية!!

واقترحت عليه اقتراحًا غريبًا: لماذا لا يغير الكلمات ويقول.. حتى بناطيلى التى أهملتها». انتهت الحكاية ولم تنته حكايات العمروسى!