الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنس بن مالك

أنس بن مالك

هو أنس بن مالك بن النضر بن عمرو بن الخزرج، خادم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وُلد قبل الهجرة بعشر سنوات بالمدينة.



وتبدأ قصته مع النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما قدم الرسول إلى المدينة، ذهبت أم سليم والدة أنس مع أهل المدينة لاستقباله ثم قامت إليه فقالت: «يا رسول الله إن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيرى ولم أجد ما أتحفك إلا ابنى هذا فاقبل منى يخدمك ما بدا لك».

عاش أنس بن مالك مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أبرز أيام حياته حيث كان الرسول بالنسبة لأنس الأب والمربى والقدوة والأسوة الحسنة فكان أنس حريصًا أشد الحرص على اقتفاء أثره وحفظ حديثه، فكان لهذه الفترة أبلغ الأثر فى حياة أنس، نقل من خلالها للمسلمين أخلاق نبيهم فى التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه ومع عامة الأمة، لذلك اكتسب حديث أنس بن مالك أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين. ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس فى المعاملات «إذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك -سلم على من لقيك من أمتى تكثر حسناتك - بت وأنت طاهر فإن مت مت شهيدا -ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائى يوم القيامة - إن قدرت أن تمسى وتصبح وليس فى قلبك غل لأحد فافعل». ولم يكن أنس بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم مجرد خادم ولكنه كان أمين سره ومساعده وتلميذه وصاحبه ومرافقه، كما تعلم أنس بن مالك الصلاة من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة فكان أحسن الناس صلاة فى سفره وحضره، وكان يصلى ما بين المغرب والعشاء ويقول هذه ساعة ناشئة الليل. كما شهد أنس بن مالك بيعة الرضوان فكان ممن قال الله فيهم: «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا»، (سورة الفتح، الآية 18).

كما كان أنس بن مالك مقاتلا وأحد الرماة المصيبين, فغزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم سبعا وعشرين غزوة، أشهر الغزوات التى شهدها أنس هى الحديبية وخيبر وعمرة القضاء والفتح وحنين والطائف وما بعد ذلك، كما شهد حجة الوداع. كما شارك مع أبى بكر فى حروب الردة، وكان ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات فى عهد عمر، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان. وكان مما أعلى شأن أنس بن مالك أنه سمع بعضًا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن بينهما أحد لذلك تفرد أنس ببعض الأحاديث التى لم يروها سواه.

وكان الرسول عليه الصلاه والسلام قد دعا له فقال «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيت» فكان لأنس بن مالك أولاد كثير حتى صعب عدهم، فقيل إنه ولد له من صلبه ثمانين ذكرًا وابنتين، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرين ولدًا على قيد الحياة. كما وعده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم باللقاء مرة أخرى فى يوم القيامة ووعده بالشفاعة. وكان أنس مجاب الدعاء فما دعا لأرض بالمطر إلا ثار السحاب وغشيت الأرض الأمطار حتى فى الصيف.

وتوفى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البصرة بالعراق يوم جمعة من سنة ثلاث وتسعين هجرية الموافق لعام 712 م عن ثلاث وثمانين سنة وكان عنده عصية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فدفنت معه، وهو آخر من مات من الصحابة، بعد أن روى عن الرسول محمد 2286 حديثًا، اتفق له البخارى ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخارى بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.